اكتسى ملعب الملك فهد الدولي مساء الثلاثاء الماضي باللون الأصفر البراق واحتفل بأكثر من 42 ألف مشجع نصراوي مردداً للأغنية الشهيرة" شمس بيني وبينك"، حيث وقفت تلك الجماهير خلف فريقها في مباراة ذهاب نصف نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال مع شقيقه الفتح.. وفاز بنتيجتها الأصفر بعد مباراة صعبة أمام الحصان الأسود، محققاً فوزاً مريحاً جعله يضع أولى أقدامه في النهائي المنتظر على كأس البطولة الأغلى في الموسم.. كيف لا وهي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين.. منتظرا أحد الفريقين العريقين الأهلي أو الهلال اللذين تنتظرهما مباراة نارية مساء الجمعة في جدة.
بعودة الفارس الأصيل، بدأ يعود الزمن الجميل للكرة السعودية، فغياب النصر عن المنافسة في السنوات العجاف الماضية، أفقدها وهجها ومتعتها، وها هو يعود بعزيمة الرجال والعمل الدؤوب من إدارته والدعم الكبير من أعضاء شرفه والمساندة الكبيرة من جماهيره التي وقفت خلفه في السراء والضراء فصبروا وظفروا وتمسكوا بالأمل بعودة فريقهم إلى المنافسة من جديد.
قيل عن جماهير النصر الكثير والكثير، قيل إنهم جماهير النجم الواحد وغاب ذاك النجم الأسطوري عن الملاعب وبقي في الذاكرة ورغم ذلك تزايدت أعداد جماهير الشمس. وقيل إنه ـ أي الجمهورـ سيتوارى لكثرة كبوات الفريق وهزائمه، فارتفع رقمه في شتى الأصقاع ومن شتى الأعمار. لقد سجلت جماهير الشمس ظاهرة تستحق الإشادة والدراسة في نفس الوقت، فالمعروف أن البطولات هي من تجذب الجماهير، لكن جماهير الشمس عكست القاعدة وأثبتت أن الجماهير هي التي تأتي بالبطولات.
لقد أصبحت جماهير الشمس مضربا للأمثال في الإخلاص والوفاء، ليس في المملكة وحسب، بل على مستوى العالم، فلم نر مسؤولاً نصراوياً ظهر في وسيلة إعلامية مرئية أو مقروئة، يستجدي الجماهير للحضور ومساندة الفريق، في وقت يقوم فيه الكثيرون بدعوة الجماهير واستجدائهم للحضور، ويقوم البعض الآخر بتنظيم حملات دعائية وتسويقية لجماهيرهم تحفيزاً لحضورهم مباريات يكون النصر طرفا فيها طمعاً في مجابهة جماهيره الهادرة. لن أوفي تلك الجماهير حقها حتى لو كتبت مجلدات عن الوفاء والإخلاص والصبر، وفعلاً يستحقون الاحترام من الجميع.
ـ عملت إدارة النصر بجهد كبير وبصمت رائع في الفترة السابقة بقيادة الأمير الصابر المثابر فيصل بن تركي ووقف خلفه رجال النادي وأعادوا للفريق وهجه ورسموا البسمة على وجوه جماهير الشمس بعد أن بذلوا الغالي والنفيس وأعادوا الثقة للاعبي الفريق فتألقوا وأبدعوا في الملعب، وما حدث لن يكون النهاية، بل بداية لقادم أحلى سيشهد عودة النصر كواحد من أبرز وأقوى الفرق في آسيا كما وعد الأمير فيصل بن تركي صاحب الأقوال والأفعال.. وليس كل من قال فعل!
- يجب على النصراويين جميعا نسيان ما انتهى من مباريات والتركيز على القادم، فقد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من بطولة كبيرة تحمل اسماً غالياً على قلوبنا، يجب على الإدارة إبعاد اللاعبين عن الضغوط الإعلامية وتهيئتهم نفسيا وتأجيل الفرحة إلى ما بعد الحصول على البطولة، فهناك من يتربص بهم!
خاتمة:
سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه: في أحلام العاجز!