ولو استخدمنا عقولنا، وتنمية أفكارنا، وتنظيم أعمالنا، لأدركنا معنى تلك الهبة والهدية التي منحها الله لنا. تلك الدرة الثمينة المخبأة بداخلنا. في أثناء قراءةِ لكتاب «قوة عقلك الباطن» للكاتب جوزيف مرفي، لفتت انتباهي قصة، أمعن فيها الكاتب أثناء سرد بعض القصص التي تفي بالغرض من تأليف كتابه.
من بين تلك القصص، قصة رجل كان مصابًا بشلل في اللسان، لم ينفع معه أي شكل من أشكال العلاج. قال له طبيبه، إن معه آلة جديدة، يمكن أن تعالجه، ووضع ترمومتر جيب في فم المريض، وتخيل المريض أن هذا الترمومتر هو الآلة التي ستنقذه !.
وخلال لحظات انطلقت صرخة فرح، بعدما تحرك لسانه مرة أخرى.
من خلال تلك القصة، يتضح لنا قوة العقل الباطن للإنسان عندما يستخدمه لما يحقق له الغرض من ذلك. فالمريض عندما وضع في عقله، أن تلك الآلة البسيطة، ستعيد إليه نطقه، سكن داخله إيمان أوفى بالغرض المطلوب من تلك الآلة.
وكما قال «توماس هكسلي» الهدف النهائي للحياة هو الفعل وليس العلم، فالعلم بلا عمل لا يساوي شيئاً، نحن نتعلم لكي نعمل، نحن أيضًا نتعلم كي نحقق الهدف المرجو لنا تحقيقه.
فقط عندما نمتلك الرضا بالله، والإيمان به، وتحديد هدفنا في الحياة، نستطيع تحقيق وإنجاز وعمل كل ما نتمناه ونفكر به دائمًا، وللإثبات أكثر قول الشيخ زايد بن سلطان إن «العلاج بالعمل هو أحدث الوسائل للقضاء على الأمراض النفسية، والتغلب على المشاكل التي تعترض إنسان هذا العصر».