كانت المغرب أول دولة في العالم تعترف بالولايات المتحدة كدولة مستقلة، وذلك أثناء الثورة تحديدا عام 1777 في عهد السلطان المغربي محمد الثالث بن عبدالله الخطيب، رغم أن حرب الاستقلال لم تنته فعلياً إلا في عام 1781، ورسميا عام 1783، عندما وقعت اتفاقية باريس لتنهي الحرب بين بريطانيا وأمريكا، لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية دولة مستقلة مكونة من 13 ولاية، ثم انضمت الولايات واحدة بعد الأخرى لتصبح خمسين ولاية، وكانت هاواي هي آخر ولاية تنضم للاتحاد وذلك عام 1959، وهناك تحرك في السنوات الأخيرة لجعل واشنطن العاصمة ولاية جديدة، وهي حتى الآن مقاطعة مستقلة، ومن الماتع معرفة أهم الحوادث التي قادت لاستقلال الولايات المتحدة خاصة، وقد تم تلخيصها على شكل خط زمني للتعرف على تلك المسببات: حرب السنوات السبع (1754-1760): ويطلق عليها في الأدبيات الأمريكية الحرب الفرنسية الهندية، ويرجع سبب وقوع الحرب لنية القوات الفرنسية استعمار أجزاء مما يسمى اليوم في الولايات المتحدة التي كانت تحت سلطان بريطانيا، وقد بدأت القوات الفرنسية مع حلفائهم من غالبية قبائل السكان الأصليين أو الهنود في التحرك للسيطرة على وادي نهر أوهايو، مما دعى بريطانيا لحشد جنودها وإرسالهم للعالم الجديد للدفاع عن مستعمراتها من أعدائهم الفرنسيين.
وقد اصطف مواطنو المستعمرات الأمريكية وهم من المهاجرين الأوروبيين مع بريطانيا، وتمكنت بريطانيا وحلفاؤها من دحر العدو وسيطرا على مناطق كندية كذلك في عام 1760، وكان من قادة الجيش البريطاني جورج واشنطن الذي سوف يقود جيش الثوار بعد ذلك، ويصبح أول رئيس للولايات المتحدة وتسمى العاصمة الجديدة على اسمه، وكذلك هناك ولاية واشنطن في غرب البلاد سميت على اسم واشنطن بالرغم أنه لم يزرها، حيث توفي قبل انضمامها إلى الاتحاد بسنوات طوال.
مرحلة قبيل الثورة:
يعود السبب الرئيس للثورة الأمريكية لأسباب مادية بحتة في المقام الأول، ومن ثم الأسباب الأخرى مثل النزعة الاستقلالية والرغبة في الحرية، فبعد انتصار بريطانيا وحلفائها على فرنسا وحلفائها فيما يطلق عليه في التراث الأمريكي «الحرب الفرنسية الهندية» كلفت هذه الحرب بريطانيا مبالغ هائلة تسبب في ديون كبيرة لبريطانيا؛ لذلك رأت الحكومة والبرلمان البريطاني أن من مواطني المستعمرات الأمريكية يجب عليهم تحمل نفقات الجنود البريطانيين في أمريكا عن طريق دفع الضرائب، وبعد وضع عدد من القوانين الضرائب على مواطني ما تسمى المستعرات الأمريكية الثلاث عشرة بدأت الاحتجاجات الشعبية، وبدأت ترتفع مقولات لا ضرائب بدون تمثيل سياسي من قبل أعضاء منتخبين من المستعمرات في البرلمان البريطاني. ومن الأسباب كذلك نضوج فكرة القومية الأمريكية وأن سكان المستعمرات قادرون على قيادة دولة جديدة مستقلة، وقد أثبتت مشاركاتهم الفاعلة خلال الحرب الفرنسية الهندية شجاعتهم وامتلاكهم للإمكانيات العسكرية التي تجعلهم في الغنى عن طلب أية مساعدة للدفاع عن أراضيهم، وقد بدأت التوترات بين المواطنين والقوات البريطانية في الارتفاع بعد فرض الضرائب على السكان، وبدأت مواجهات بين مجموعات من السكان والقوات البريطانية.
من أبرز الأحداث التي وقعت قبيل الثورة الأمريكية، وكانت هي شرارات انطلاق الثورة ونهاية الحكم البريطاني فيها وميلاد الدولة الجديدة الأحداث التالية:
قانون الطابع لعام 1765: وهدف هذا القانون الذي فرضه البرلمان البريطاني على سكان المستعمرات الأمريكية لتمويل الجيش البريطاني في أمريكا من خلال طوابع رسمية تفرض على السكان في معاملاتهم الرسمية مثل تداول الصكوك العقارية والرهونات، وحتى الصحف الرسمية أجرت على شراء الطوابع ووضعها على الصحف، مما تسبب في ارتفاع أسعارها، وكانت الطوابع غير معروفة في تلك المرحلة، مما تسبب في ارتفاع موجات الغضب الشعبية.
مذبحة بوسطن لعام 1770:
وهي من أهم الأحداث التي مهدت لاندلاع الثورة ضد بريطانيا، وتم قتل خمسة مواطنين من قبل الجنود البريطانيين، وقد قام مجموعة من الشبان الأمريكيين بمضايقة وحصار جنود بريطانيين في بوسطن في مكان لجمع الضرائب مما دعى الجنود لاستخدام بنادقهم لقتل خمسة من الشباب، مما أثار الغضب الشعبي.
حادثة شاي بوسطن لعام 1773:
وتسمى في الأدبيات الأمريكية حفلة شاي بوسطن، ويرجع سبب الحادثة لاحتكار بريطانيا توريد أوراق الشاي للمستعمرات الأمريكية، وحصرها على شركة الهند الشرقية وفقا لقانون الشاي، ولم يعب القرار الأمريكان مما دعا خمسين شخصاً من الثوار للتنكر بلبس السكان الأصليين «الهنود» والصعود لثلاثة من السفن البريطانية المحملة بالشاي، والتي وصلت للتو إلى ميناء بوسطن، وفي الليل قام هؤلاء الثوار بإفراغ شحنات الشاي في الماء، وعند الصباح وجد سكان المدينة المياه لونها أحمر بسبب كميات الشاي الكبيرة المفرغة من السفن، والتي رميت في الماء.
وقد قامت السلطات البريطانية برد قاس على الحادثة، وتم إغلاق ميناء المدينة وهو المصدر الاقتصادي لعدد كبير من السكان، مما زاد الطين بلة وارتفعت الأصوات المطالبة بالانفصال، واتسعت شعبية الثورة وازدادت التنظيمات الشعبية والذي قاد لتأسيس الكونجرس القاري عام 1774 تنسيق المقاومة ضد الاحتلال البريطاني.
وفي اليوم الثاني من شهر يوليو لعام 1776 تم الاتفاق بين أعضاء الكونجرس على أن الوقت مناسب لإعلان الاستقلال، وفي اليوم الرابع تم الإعلان الرسمي لبيان الاستقلال، وكان توماس جيفرسون، الذي أصبح الرئيس الثالث للبلاد بعد جورج واشنطن وجون آدمز، وهو ثاني رئيس للولايات المتحدة، هو من أوصى بأن يحتفل الأمريكان بعيد الاستقلال بالألعاب النارية، وقد اتبع الأمريكان وصيت آدمز، وصارت مناسبة الرابع من يوليو مقترنة بالألعاب النارية، حيث تتنافس المدن والولايات الأمريكية على أفضل عرض للألعاب النارية التي تحول عتمة الليل إلى نهار.