وجد عدد من قضاة المملكة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وسيلة لتواصلهم وتصحيحا للصورة التي شوهتها بعض المسلسلات، وكسر الصورة النمطية التي ترسخت خلال العقود الماضية، ورأوا أن من مميزات "تويتر" الاستغناء عن الصحف الورقية، والحرية والانفتاح والصدق.

واستخدم بعض القضاة جملا كتوقيع لأسمائهم فاختار أحدهم "حيث تحل العدالة" وفضل آخر أن يكون توقيعه "لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه ولا زهدوا في إنصافه كالحقيقة" في حين عرف قاض آخر بنفسه "قاض يطمح للرقي بذاته وبمجتمعه لتحقيق النجاح عن طريق تغريدات الأمل والتفاؤل والفكر والإبداع والسمو والتألق".

وأصبح تويتر ملتقى لعدد من القضاة الشباب يتناقشون فيه حول العدالة والحقيقة إضافة إلى البحث عن الأحكام البديلة والتواصل مع الإعلاميين وأفراد المجتمع وتسجيل ملاحظاتهم ونشر إبداعاتهم الأدبية.

القاضي في محكمة الأحساء الشيخ عبدالرحمن القاسم-الذي يضم ملفه الشخصي العديد من القضاة المتتبعين له في تويتر- قال لـ"الوطن": تعمدت بعض المسلسلات إظهار القضاة بمظهر مشوه لا يمت لواقع القضاة السعوديين بأي صلة، لذا فإن من المتعين أن يظهر القضاة في مثل هذه المواقع على طبيعتهم دون تكلف أو تصنع ليشاهدهم الناس عن قرب كما هم، فيبرزوا للجميع الجوانب المشرقة، وأشار إلى أن مواقع التواصل ساهمت في تسهيل التواصل مع زملاء المهنة في شرق المملكة وغربها من القضاة والمحامين وسائر المختصين في المجال الشرعي والقانوني.

وأكد القاسم أن القاضي وإن كان عمله الأول الفصل بين الخصومات في المحكمة، الأمر الذي يقتضي الحزم من غير شدة واللين من غير ضعف، إلا أن له جوانب قد لا تظهر على منصة الحكم والمحكمة، فمنهم الفقيه ومنهم الشاعر والأديب ومنهم المثقف ومنهم المربي ومنهم الداعية، وغير ذلك مما تظهره صفحاتهم من فنون.

أما القاضي في المحكمة العامة بخميس مشيط عبدالعزيز بن محمد الدعيجي فاعتبر "أن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر من أعظم نعم الله جلّ وعلا علينا، فقد أصبح العالم بها كالقرية الواحدة، وأصبح الواحد منا يستطيع أن يزكي ما لديه من علم ومعرفة وينشره عبر الآفاق بواسطتها. كما أنها تمكن من الاستفادة مما لدى الآخرين بلا تعب ولا مؤنه، ومن هذا المبدأ رأيت أنه من المتعين عليّ المشاركة في مثل هذه المواقع".

القاضي بالمحكمة العامة بالرياض الشيخ حمد بن حمد الرزين يرى أن ما يميز "تويتر" التخلص من الاحتياج للصحف الورقية، والحرية والانفتاح والصدق. وأضاف الرزين أن الرغبة في الانفتاح على المجتمع مباشرة بلا قيود سواء من جهة العمل أو من جهة الرقابة الصحفية كانت دافعاً للانضمام إلى "تويتر"، حيث يستطيع القاضي أن يطرح رؤيته ويتواصل مع الناس مباشرة، ويستطيع الناس الوصول للقاضي الإنسان والقاضي المثقف والقاضي الذي يحس بمسؤوليته الاجتماعية، أما القاضي بالمحكمة العامة بالجفر بندر بن عبدالعزيز العجلان فلخص انضمامه إلى "تويتر" في أنه مواكبة للأحداث والمستجدات وتبادل التجارب والخبرات والإفادة مما لدى الآخرين وإفادتهم والتواصل مع أطياف المجتمع في جو أكثر هدوءاً وأهنأ بالاً.

وقال العجلان: وجدت "تويتر" يتميز ببساطة الطرح ووضوحه وبسرعة الوصول إلى ما تريد من خبرأو معلومة وسهولة التواصل مع شخصيات يصعب التواصل معها بالطرق التقليدية، وقياس نبض الشارع والتوجه العام وهو أحد طرق اكتشاف المواهب والطاقات، وينمي ملكة الاختصار وفن التركيز وتحديد الهدف.