إلى أولئك الأغبياء الذين يحبون القمة، ولا يملكون الحكمة لاختيار الطريق المناسب للوصول إليها، فيصلون بمحاربة الآخرين والإساءة لهم، في محاولات بائسة لتحطيم أحلام أولئك الآخرين، وإيقاف صعودهم وتشويه نجاحاتهم، وتسفيه إنجازاتهم وتقزيم أثرهم. أولئك الذين اتخذوا ذلك طريقا، للوصول إلى وجهتهم هم أصحاب عقول قذرة، وقلوب مريضة، ونفوس رديئة، يفرحون بإيقاع من يظنونهم أعداء، ويحسبون أن لديهم القوة للبقاء في القمة، والقمة تتسع للجميع، لكنها أبدًا لا تتسع للحمقى والأغبياء أمثالهم.

أبدًا لن يبقى غبي أو معتوه طويلا في مكان ليس له، وإن ظن أن بقاءه حينا سيكون لأمد بعيد، ذلك أنهم يفضحون أنفسهم من حيث لا يشعرون، فتنكشف قدراتهم وتتجلى حقائقهم، وتُكشف عوراتهم، وقد يكون معظم وقتهم الذي قضوه في القمة، وهم بوضعية الانبطاح، متشبثين بكل ما يمكن التشبث به، حتى وإن كانت أقدام البشر، كل ذلك لأجل البقاء.

إن الشغف للنجاح حياة أخرى وطاقة جبارة، تنبع من داخل الإنسان، فتجعله قادرا على صناعة الفرق أينما يكون، وهذا ما يفتقده معظم اللاهثين للمناصب والكراسي. ولقد رأيت عجبًا في بعضٍ يظن نفسه قائدًا، حتى إذا ما نظرت إلى صنيعه، وقعت عينك على كثير من الأخطاء، والمبالغات والتناقضات، وعدم الدقة التي يكتشفها الجميع دون صعوبة تُذكر، وليس ذلك سقطا أو سهوا، بل عادة وأسلوبا متبعا ونهجا منتهجا، وهذا نتيجة الغرور والعُجب بالنفس، وما يصاحبه من تدمير لبيئة النجاح وتطفيش للناجحين.


هذا خلاف أن البعض لا يلمع نجمه، إلا من وراء سرقته لمجهود وأفكار وأعمال الآخرين، وتباهيه أمام القيادة بأن الفضل له، وهو في حقيقة الأمر ليس إلا معول هدم وفشل، ومتطفل على نجاحات الآخرين.

سرقة العمل بعد إتمامه، والبقاء رهينة في بوتقة ذلك العمل، وتكراره دون تغيير، وعدم القدرة على تجديده وتحديثه، فضلا عن العجز عن رسم خطط العمل، وإيجاد أفكار جديدة خاصة في مواسم معينة، تكون خصبة للأفكار، إضافة إلى غياب الرؤية التطويرية، هو دلالة على الخواء الفكري والفشل الذريع، ومع هذا يبقى هؤلاء أبطالا يتربعون القمة، يتيهون في تلك الدائرة المغلقة من النجاح المسروق الباهت، حتى يأذن الله بإحقاق الحق.