انخفض حجم المواد البتروكيماوية التي صدرتها المملكة في شهر يوليو الماضي بنسبة 2.8% إلا أنها مع ذلك تمكنت من تسجيل ارتفاع في قيمتها إلى 4.5 مليارات ريال، وذلك بحسب ما أوضحته الإحصاءات الرسمية. ويعود سبب ارتفاع القيمة إلى أن أسعار المواد البتروكيماوية ظلت مرتفعة بصورة كبيرة هذا العام على المستوى الدولي بفضل ارتفاع أسعار النفط.

وصدرت المملكة مواد بتروكيماوية يبلغ حجمها 2.7 مليون طن في شهر يوليو الماضي، مقارنة بنحو 2.78 مليون طن في الشهر نفسه من العام الماضي، بحسب ما أوضحته بيانات حديثة للموانئ السعودية اطلعت عليها "الوطن". وفي الشهر نفسه، أوضحت بيانات مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات أن قيمة صادرات المملكة البتروكيماوية ارتفعت إلى 4.5 مليارات ريال من 2.9 مليار ريال في يوليو 2010. وتشكل البتروكيماويات والبلاستيك نحو ثلثي صادرات المملكة غير النفطية، وهي أهم صادرات المملكة بعد النفط. وتخطط الدولة لتوسعة حجم إنتاجها في السنوات المقبلة لتنويع مصادر الدخل ولتوفير المزيد من فرص العمل.

ويواجه مصدرو البتروكيماويات السعودية دعاوى إغراق لم تنته بعد في كل من الصين وتركيا وباكستان، إضافة إلى الهند التي كانت بالفعل قد قررت في نوفمبر الماضي فرض رسوم إغراق على صادرات المملكة من البولي بروبلين.

كما أن الاتحاد الأوروبي كان قد بدأ في التحقيق في دعاوى إغراق لمادة البولي ايثيلين تريفثالات المستخدمة في تصنيع العبوات البلاستيكية، والتي رفعها منتجون أوروبيون ضد إحدى الشركات التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في ينبع. وبالرغم من وجود تلك الدعاوى، فقد استمرت الصادرات البتروكيماوية بوتيرة أكبر هذا العام نظراً للطلب القوي عليها في الأسواق الناشئة والمستوردين في آسيا مثل الصين واليابان وسنغافورة، حيث أظهرت بيانات الموانئ السعودية أن حجم المواد البتروكيماوية التي صدرتها المملكة ارتفع إلى 17.7 مليون طن خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري مقارنة بنحو 16.8 مليون طن خلال الفترة نفسها من عام 2010.

وكانت صادرات البتروكيماويات سجلت أعلى قيمة لها منذ يناير 2010 في يونيو الماضي عندما صدرت المملكة مواد بتروكيماوية بقيمة 5.23 مليارات ريال، بزيادة قدرها 9% عما تم تصديره خلال مايو الماضي عندما صدرت المملكة بتروكيماويات بقيمة 4.8 مليارات ريال. وساهمت زيادة الحجم في ذلك الشهر، إضافة إلى ارتفاع الأسعار في تحقيق المملكة ذلك المعدل.

وارتفعت أسعار المواد البتروكيماوية عالمياً بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار النفط؛ حيث ارتفعت أسعار النافتا التي يتم تكريرها من النفط واستخدامها كلقيم لإنتاج المواد البتروكيماوية، إلا أن أسعار اللقيم المستخدم في الإنتاج في المملكة لا زالت عند مستويات منخفضة مقارنة بباقي العالم، وهو ما يعني أن شركات البتروكيماويات شهدت تحسناً كبيراً في هامش الربح لديها.

ويعتمد 70% من إنتاج البتروكيماويات في المملكة على غاز الإيثان كلقيم أساسي في الصناعة ويتم بيعه بنحو 0.75 دولار للوحدة الحرارية البريطانية، فيما تبلغ قيمته في السوق العالمية 4 دولارات، وهو ما يعطي المصنعين في المملكة ميزة تنافسية عالية من ناحية التكلفة.