رهنت الحكومة السودانية موافقتها على ورشة العمل التي اقترحتها الإدارة الأميركية حول إقليم دارفور بتوفير مزيد من الإيضاحات وتحديد الموقف من تكامل الجهود الأميركية من وثيقة سلام الدوحة التي وقعت أخيراً بين الجانبين وحازت على موافقة وتأييد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية. وأشار المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح في تصريحات صحفية إلى أن حكومته تلقت أفكاراً مجملة من الإدارة الأميركية واقتراح عقد الورشة الشهر القادم، قاطعاً بأن الخرطوم "تشعر بهواجس وتحفظات على أي جهد لا يتسق وما تم الاتفاق عليه في الدوحة"، مبيناً أن هناك تواصلاً يتم حالياً بين رئيس وفد الحكومة للمفاوضات أمين حسن عمر مع ممثل الإدارة الأميركية في منبر الدوحة، وقال "إذا لم تكن إجابات الجانب الأميركي واضحة بحيث تزيل الهواجس والتحفظات السودانية فإن المرجح رفض الأفكار الأميركية".

وكان المبعوث الأميركي إلى السودان برنستون ليمان قد ذكر في وقت سابق أن الورشة المقترحة ليست مبادرة جديدة ولكنها ندوة للسماح لمجموعات مختلفة للتحدث للأميركيين ومع أنفسهم عن التطورات في دارفور، وأنها محاولة تنوير للرأي العام الأميركي عن الوضع الحقيقي هناك، كما وصف وثيقة الدوحة بأنها "أساس جيد للسلام".

ودعا ليمان الخرطوم لحل القضايا الدستورية وإشراك القوى السياسية في العملية السلمية وطالبها بالمبادرة بدعوة الوكالات الإنسانية بشكل فوري لمعالجة الوضع الإنساني في جنوب كردفان. كما وصف الوضع في جنوب كردفان والنيل الأزرق بأنه في غاية الخطورة، مشدداً على أن الحل العسكري لن يحل القضية وأن هناك قضايا أساسية تجب معالجتها بين الحكومة السودانية والمتمردين.