تنتشر في واشنطن توقعات تمضي أحياناً دون ضابط واقعي حول ما يمكن أن يحدث في الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة. وتركز النقاشات حول العزلة المتزايدة لإسرائيل بعد خروج دبلوماسييها من القاهرة وسحبهم من عمان وإخراجهم من أنقرة، وبسبب اعتزام الفلسطينيين طرح الاعتراف عالمياً بالدولة الفلسطينية المستقلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعلان أغلب دول العالم عزمها على دعم تلك الخطوة. بيد أن التوقعات تتركز أيضاً على مساحة أوسع تتضمن الوضع في كل من سورية وإيران.

وانتشرت في واشنطن عبارات متناثرة أدلى بها مسؤولون أوروبيون خلال محادثاتهم الدبلوماسية مع مسؤولين أميركيين دون أن تصدر عن أولئك المسؤولين أو عن نظرائهم الأميركيين. من تلك العبارات مثلاً ما نسب إلى دبلوماسيين فرنسيين من أن باريس تتوقع تفجر الموقف في إيران في المرحلة المقبلة وما نسب إلى مسؤولين في الاتحاد الأوروبي في بروكسل من أن هناك احتمالاً يدرس بين خبراء الشرق الأوسط في الاتحاد ويتعلق بحدوث انقلاب عسكري في دمشق.

وقالت تقارير أميركية إن هناك ترقباً بصفة خاصة للتطورات في إيران لاسيما في ضوء الخلافات المتزايدة بين الرئيس محمود أحمدي نجاد والمتشددين في بنية النظام، في مسلسل من المواجهات كان آخرها قصة إعلان الرئيس نجاد عن قرب الإفراج عن اثنين من الرحالة الأميركيين بعد إدانتهما بتهمة خرق الحدود الإيرانية ثم رفض جهات سياسية وبرلمانية في طهران الإفراج عنهما.

ويتفق المحللون الأميركيون على أن الشرق الأوسط يمر بفترة تغيرات هيكلية بالغة العمق؛ إلا أن أحداً منهم لم يتمكن من رسم خريطة للمنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة ولا حتى خلال عام واحد مقبل.

وباستثناء التوقعات بزيادة عزلة إسرائيل إقليمياً، وتلك التي تشير إلى تزايد تراكم عناصر حدوث انفجار داخلي في إيران تحت وطأة التدهور الاقتصادي الراهن هناك، وتطلع الشعب الإيراني إلى التغيير، فإن أحداً لم يتمكن من تقديم توقعات متماسكة حول البقاع التي تمر بالفعل بعملية تفاعل داخلي عميق بعد تغيير أنظمتها السياسية.