ولنكن منصفين فقد استثمرت المملكة العربية السعودية الكثير في تطوير التعليم بالعقود السابقة، وليس من العيب أن نبحث عن الأفضل بتطوير ركائز التعليم لدينا حتى نضاهي الدول المتقدمة. (سررت) جدًا بإعلان وزارة التعليم عن خطتها الجديدة التي وضعتها نخبة من المتخصصين، والتي تهدف إلى زيادة الساعات التعليمية، حتى نصبح في بعض المراحل كثاني دولة بالعالم، مع التركيز على المناهج التطبيقية، واستحداث وتطوير المناهج التعليمية، وطبعًا الهدف ليس الكم، ونريد أن يجتمع الكم والكيف معًا، لكي نصل إلى معادلة علمية تعليمية مميزة. مما أعجبني في تلك الخطة الفصول الثلاثة، وتقليل الإجازة الصيفية المملة (التي كانت تتجاوز 3 أشهر) ينسى فيها الطالب كل ما تعلم و«كأنك يابوزيد ما غزيت»، وأعجبني أيضًا نظام إجازة نهاية الأسبوع المطولة، والتي تخفف من الضغوطات بين الحين والآخر.
وأتمنى أن تشمل الخطة الجديدة مكافحة السمنة و(التشحم) الطفولي، بتكثيف ثقافة الرياضة وتطبيقها في المدارس بشكل مكثف، إذ تشير الأرقام المحلية إلى تفشي داء السمنة بين الأطفال بشكل «مخيف»، حيث يصل معدل السمنة وزيادة الوزن بين السعوديين إلى أكثر من %70خصوصًا بين الأطفال والشباب الذين يمثلون ما لا يقل عن %50 من السكان. كما تشير المعلومات إلى إصابة أكثر من 3 ملايين طفل في المملكة بمرض السمنة، وأكثر من %36 من سكان المملكة مصابون بمرض البدانة القاتلة. ويجب علينا الاستفادة بشكل كامل من المنشآت الرياضية الحكومية والجامعية، والتخلص من الغذاء المدرسي غير الصحي والذي وصفناه في مقال سابق بـ (مقاصف قصف الصحة).
وفجعت من حجم المعارضة والانتقاد لهذا البرنامج الفتي، من ثلة من المعارضين لأي تحديث والمنتقدين لكل جديد والبارعين في ( تكسير) المجاديف. واللافت للنظر هو خروج بعض الخلايا (الصحوية) النائمة لكي تمارس (حلطمتها) و(انبراشاتها) المعتادة.
أما كاتب هذه الأسطر (حفظه الله ورعاه) فلا يخفي سعادته وبهجته مع تطور مناهج التعليم، خصوصًا أن من وضع هذه الخطة التطويرية، متخصصون ووطنيون يبحثون عن الأفضل، وهناك من يراقب النتائج والمخرجات، وسوف يقوم بتعديل الأمر إن احتجنا لذلك، فنحن في عهد يعمل بإستراتيجيات وخطط بعيدة المدى، ولا نقول إلا الحمد لله على نعمة (محمد بن سلمان).