محاصرا بميكرفونات أكثر من 30 قناة فضائية وعشرات الصحفيين وقف المرشد العام للإخوان المسلمين متحدثا. محمد بديع تلميذ سيد قطب والسجين لثلاث مرات يظهر للعلن بصفته الرسمية وفي مقر الذراع الأساسي للجماعة.
58 عاما مرت على آخر حل للجماعة أدمنت بعده العمل السري، وهو عمل له أصوله ورجاله ويختلف تماما عن العمل السياسي.. وهنا الخطأ التاريخي لبديع ومرسي والشاطر أنهم يلعبون السياسة بنفس أوراق لعبة التخفي وهم لا يدركون أن بريقهم جاء من معارضتهم للنظام في مصر ومن غموض فكرهم. وإذا أردت أن تزيل الهالة عن فكر سياسي فضعه تحت الضوء.
الفكر الإخواني يواجه فشلا ذريعا في دولة المقر مصر، وانقلاباً في المزاج العام عليهم بعد أن حصد ثمار ثورة يناير.. وبدأ ما يسمى أجراس الخطر تدق في الجماعة بعد خسارة انتخابات اتحاد الطلاب في أكثر من جامعة وخسارة كرسي نقيب المحامين.
هذا الشهر مصيري لفكر الإخوان حول العالم، فخسارتهم في مصر ضربة قوية جدا لهم إذا تم حل مجلس الشعب وحكم في شرعية الجماعة وخسر محمد مرسي.
بدأ الألم من احتراقهم وزوال إعجاب العامة فيهم على لسان يوسف القرضاوي الذي وصف أمس معارضي فكر الإخوان بقوم لوط.. يا شيخنا إنها السياسة والحرية التي قدمتها على الشريعة، ألم تقل ذلك، فتحملها.
أرادوه ربيعهم وأصبح خريفهم.. من تعود على الظلام تجهره الأضواء.. وفي مصر الأضواء في كل مكان.. فهل أحرقتهم؟