انقسم خبراء زراعيون، في تأييدهم ورفضهم للزراعة العضوية «الإنتاج العضوي» داخل مزارعهم في مختلف مناطق المملكة، وعزا الممانعون لها الأمر إلى ارتفاع تكاليف إنتاجها، مقارنة بالزراعة التقليدية، ومحدودية الإقبال على شرائها، وارتفاع أسعارها في الأسواق، بينما رأى مؤيدو التوسع في زراعتها أنها صديقة للبيئة، وأنها محاصيل صحية، علاوة على جودتها العالية وخلوها من الكيماويات واعتمادها على العناصر الطبيعية.

ترشيح النترات

أكدت هند الوابل «مهتمة بالزراعة العضوية»، أن الزراعة العضوية «تطورت استجابة للضرر البيئي الناجم عن استخدام المبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية في الزراعة التقليدية، كونها ذات فوائد بيئية عدة، حيث تستخدم بذورًا متوارثة نادرة، تقلل من تآكل التربة ومن ترشيح النترات إلى المياه الجوفية والسطحية، وتعمل على إعادة تدوير النفايات الحيوانية مرة أخرى إلى المزرعة».


وأبانت أن في الزراعة العضوية عودة إلى طريقة الآباء والأجداد قبل تصنيع الأسمدة الكيميائية، موضحة أن «الدراسات العلمية، تشير إلى أن هناك تركيزًا متزايدًا لبعض العناصر الغذائية في المنتجات الزراعية العضوية، منها: أحماض أوميجا 3 الدهنية الأساسية في اللحوم أو منتجات الألبان، أو ما يسمى بمركبات مضادات الأكسدة، واستهلاك المنتجات الزراعية العضوية يحد من الإصابة بالأمراض السرطانية، ويقلل من الآثار الضارة المحتملة لمبيدات الآفات على التنوع البيولوجي والنظم البيئية واستخلاص مبيدات من النباتات لمكافحة الآفات أو استخدام الحشرات النافعة في القضاء على الحشرات الضارة».

إغراق الأسواق

أضافت الوابل أن «إغراق أسواقنا، جعل قيمة المحاصيل التقليدية رخيصة، وعند زيادة عروض الزراعة العضوية، ستنخفض أسعارها في الأسواق ويزيد الإقبال عليها»، مبينة أن زيادة الأسعار تعد بمثابة دعم للمزارعين الذين يهتمون بالبيئة وصحة الإنسان، ويقدمون منتجات خالية من الهرمونات والمضادات الحيوية، داعية إلى التوسع فيها، بداية من فناء المنزل، حتى ساحات المدارس والاستراحات والمزارع الصغيرة والكبيرة.

نقاط بيع مكيفة

أشار ماهر البطي «مالك مزرعة إنتاج عضوي في الأحساء»، إلى أن الإنتاج العضوي بحاجة إلى تخصيص مواقع ونقاط وحلقات لبيعه، وتجهيز تلك المواقع بأجهزة التبريد والتكييف، علاوة على تبني جهات متخصصة تسويقها، مع تثقيف زراعتها، موضحًا أن محدودية الإنتاج في الوقت الحالي، تعود إلى ارتفاع أسعار البيع وجهل المستهلكين بالفوائد الصحية، لافتًا إلى أن مزارعي الإنتاج العضوية، يستهدفون في مبيعاتهم فئة معينة من المستهلكين يتواصلون معها مباشرة، وتوّرد محاصيل المزرعة إلى منازل المستهلكين.

الجهل بالزراعة العضوية

أيد علي فهد الدوسري«خبير زراعي»، الزراعة العضوية، مع تأكيده على منع استيراد المركبات الصناعية أو العناصر المركبة، شريطة أن تتماشى مع الزراعة العضوية، والاستفادة في ذلك من الأعلاف والمركبات العضوية من مزارع الدواجن والأغنام والأبقار، ما يخفض التكاليف المالية جراء توريد المركبات الصناعية أو العناصر المركبة. ويحافظ على نسب ارتفاع أسعار المحاصيل العضوية عن غير العضوية، بزيادة تصل إلى 150%، رغم انخفاض أسعار الأسمدة، وعزا أسباب انخفاض إقبال المزارعين على الزراعة العضوية إلى الجهل بهذه الزراعة».

بدوره، أكد راشد الكبير «من كبار المزارعين في القصيم»، أن الزراعة العضوية غير مربحة للمزارع، مع وجود الزراعة العادية المنافسة لها، موضحًا أنه لا أضرار في الزراعة المكشوفة، أو مشاكل صحية، مع استخدام المبيدات بطريقة علمية صحيحة، مشددًا على ضرورة عدم تقليل الزراعة العادية «بيوت محمية، صالات، أو الزراعة الصيفية المكشوفة»، داعيًا إلى توفير مختبرات وأجهزة لكشف المبيدات في الأسواق، وتطبيق العقوبات والغرامات على المخالفين.

غير مربحة

ذكر شاكر الحميدي الشمري «خبير الزراعي»، أن الزراعة العضوية غير مربحة، خاصة مع ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء، وغلاء الأسمدة العضوية، وندرة وغلاء الأيدي العاملة، موضحًا أن المنتج العضوي «المسمد بأسمدة عضوية»، يمتص حاجته فقط من العناصر «بوتاسيوم، فسفور، زنك»، فتكون هذه العناصر متوازنة، بينما المنتج غير العضوي المسّمد بالعناصر المضافة «بوتاسيوم، نحاس، زنك» فيعطى النبات كميات غير موزونة، وبالتالي ينعكس توازن هذه العناصر على الثمرة أو المنتج العادي.

عملية إنسانية

وصف مدير الشؤون الزراعية في الأحساء المهندس نبيل الوصيبعي لـ«الوطن»، الزراعة العضوية، بالعملية «الإنسانية»، التي تخضع لقيود وأنظمة محددة، من بينها العدالة في البيئة داخل المجتمع، بما فيها استنشاق الجميع للهواء الطبيعي النقي الخالي من الملوثات والمبيدات، ومراعاة حقوق حيوان المزرعة، لافتًا إلى أهمية الإلمام بالأمور العضوية عند الشروع في هذا النمط الزراعي، داعيًا إلى تأسيس جمعية زراعية متخصصة في تسويق الإنتاج العضوي، لتخفيف الأعباء على المزارعين، موضحًا أن هناك 11 مزرعة عضوية في الأحساء، و3 مزارع تحت التحول إلى العضوية، مضيفًا أن من بين المخالفات في ذلك، وضع المحاصيل الطبيعية بجانب المحاصيل العضوية في ذات الرف، إذ يشترط وضع المحاصيل العضوية في ركن خاص بمفردها، وشهادة الاستيراد للمحاصيل العضوية المستوردة، مع التأكيد على حصول المزرعة على الشهادات المخصصة للزراعة العضوية، وفي المملكة حاليًا أكثر من 300 مزرعة عضوية وقيد التحول إلى العضوية.

مزايا الزراعة العضوية

• محاصيل ذات رائحة زكية، ونكهة جميلة.

• محاصيل صحية بمواصفات عالية وقيمة غذائية كبيرة.

• تزيد دخل المزارع وتعزز ثقة المستهلك.

• تخفف الاحتباس الحراري وتفتح منافذ جديدة للتسويق.

• تستخدم مخلفاتها كعلف وتخفف من التلوث البيئي.

• تحافظ على مستوى خصوبة التربة وتوازن عناصرها ومكوناتها الطبيعية.

• تنشط النظم الحيوية الزراعية بما فيها من كائنات دقيقة موجودة في التربة.

عوائق وصعوبات الزراعة العضوية

• قلة إنتاجها وارتفاع أسعارها، وارتفاع تكلفتها المالية.

• تتطلب مزيدا من الجهد والعمالة.

• الماء والأنظمة الجديدة سببان في انخفاض إقبال المزارعين على الزراعة العضوية.