أكدت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم، الدكتورة سمية السليمان أن «الهيئة أطلقت أخيرا مسابقة لتصميم المكتبات في المملكة، حيث يشارك بالمسابقة طلاب العمارة من ثماني جامعات سعودية جرى التنسيق معها مسبقا حول إدراج المسابقة ضمن الخطة التعليمية للفصل الدراسي الحالي وهي جامعة الملك سعود، وجامعة الفيصل، وجامعة الأمير سلطان، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وجامعة دار الحكمة وجامعة عفت، على أن يتم تسليم المشاريع بعد شهر، ومن المتوقع أن تتضمن المشاريع إبداعات رائعة من مواهبنا الوطنية».

وكانت دراسات حديثة بيّنت أن التصاميم المتميزة للمكتبات العامة لها أثر بالغ في جذب القراء، بل إنها تتجاوز ذلك لتجعل كثيرا من غير المهتمين بالقراءة يقبلون على المكتبات للإطلاع على تصاميمها الفريدة، وبالتالي يدخلون عالم الكتب والقراءة أثناء تواجدهم فيها.

وفي الوقت الذي يتم فيه صرف الملايين على إنشاء مكتبات عامة، إلا أنها تبقى صامتة وغير جاذبة، وامتازت مكتبات أخرى بتصميمات هندسية بسيطة ودون تكلفة مالية عالية، لكنها تشهد إقبالا ملحوظا من محبي القراءة، ومع مرور الوقت تتحول هذه المكتبات إلى تحف فنية رائعة نظرا لطبيعة تصاميمها التي روعي خلال تنفيذها السهل الممتنع.


وأضافت السليمان: «ارتكزت مسابقة تصميم المكتبات في المملكة في نسختها الأولى على تخصص «العمارة» من خلال مشروع تصميم المكتبات العامة في عدد من مدن المملكة، بما يتناسب مع الهوية الثقافية لكل منطقة من خلال فهم عميق للسياق التاريخي والاجتماعي، لتكون مراكز تحتفي بالمجتمع وتراعي جميع احتياجاته، حيث تأتي المسابقة لتوطيد العلاقة بين هيئة فنون العمارة والتصميم والجامعات، بوصف قطاع التعليم العالي حاضنا للمواهب ذات العلاقة بأهدافها، ومن المتوقع أن تحقق هذه المبادرة عددا من الأهداف الإستراتيجية، منها إشراك الطلبة في تصميم مشاريع واقعية، والاكتشاف المبكر للمواهب والمهارات التصميمية لطلبة هذا القطاع الحيوي؛ ليتم توجيههم في مسارات مهنية تناسبهم ورفع التنافسية بين الطلبة والجامعات حول المملكة مما يسهم في رفع جودة مخرجات التعليم».

وتأتي مبادرة «مسابقات العمارة والتصميم» ضمن حزمة مبادرات إستراتيجية تنوي هيئة فنون العمارة والتصميم إطلاقها خلال الفترة المقبلة.

طبيعة المكان

يرى باسم الرويلي أن طبيعة مكان القراءة لها دور أساسي بمنح القارئ أريحية جيدة، وفرصة للاسترسال بالقراءة وأجوائها، وعادة أفضل القراءة في المكتبات التي يغلب على تصاميمها ديكورات خشبية، والحال كذلك لعدد من أقراني.

ويقول تركي العنزي: أقصد مكتبات بعينها، خصوصا تلك التي تمتاز بتصميم كلاسيكي، وأعتقد أن التصميم المتميز للمكتبة بمثابة عامل جذب إضافي للقارئ، ويشكل في كثير من الأحيان مصدرا للانتماء وراحة للعين والنفس والفكر في آن واحد.

يتفق تركي سعود مع الرأي السابق من ناحية أهمية تصميم المكتبة، ولكنه يعتقد أن تنظيم أقسام الكتب، وخلو المكان من الأصوات، ووجود أماكن مهيئة للقراءة، من أبرز العوامل التي تجعل محبي القراءة يختارون مكتبة دون سواها من المكتبات.

نقلة ثقافية

يقترح محمد الماجد إلزام المكتبات الحكومية والأهلية بتغيير طابعها التقليدي إلى طابع جاذب، بما يضمن إحداث نقلة ثقافية في مجتمعنا، بحيث يتحول الإعجاب بتصاميم المكتبات إلى عامل جذب، ويحول الإعجاب بالتصميم لاحقا إلى إدمان على القراءة، وقال: «أعتقد أن الكتب الرقمية ومواقع الإنترنت التي تتضمن برامج استماع لآلاف الكتب أسهمت إلى حد كبير بقلة رواد المكتبات العامة، وبالتالي فإن تصاميم مميزة للمكتبات قد تجذب القارئ إلى رحابها وتحسن علاقته بالقراءة».

ورغم زيارة خالد الشهري لمعظم المكتبات التجارية بالمنطقة الشرقية، إلا أنه لم يقصد المكتبات العامة، موضحا «أن هوية المكتبات العامة من ناحية تصاميمها منفرة وذات طابع مستهلك، إضافة إلى أن هذه المكتبات لا يوجد لديها إعلان عن مواقعها، ولا تنظم برامج أو فعاليات تحفز هواة القراءة للإقبال على مواقعها»، وهو يأمل من الجهات المختصة إعادة النظر حول وضع المكتبات العامة من جميع النواحي.

آفاق

أوضح أمين مكتبة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي «إثراء» طارق الخواجي أن مكتبة «إثراء» تنتمي إلى ما يطلق عليها «مكتبات القرن الواحد والعشرين» لعدة اعتبارات، من ضمنها التصميم غير التقليدي للمكتبة، حيث أكدت الدراسات أن هوية التصميم للمكتبات من أبرز العناصر التي تجذب القارئ، بل وغير المهتمين بالقراءة، وسعت «إثراء» من خلال تصميم مكتبتها إلى تجاوز الأفكار التقليدية للمكتبات العامة، سواء بالتصميم العام أو من خلال التفاصيل، حيث يستقبل رواد المكتبة مقهى لخلق أجواء أكثر أريحية وانسجاما بعيدا عن الروتين المعتاد بمداخل المكتبات، كما روعي بتصميم المكتبة خلق آفاق وأبعاد فكرية بطريقة تحاكي اللاوعي لدى رواد المكتبة، وبالتالي ترك أثر مغاير وتجربة فريدة لديهم بعد زيارة المكتبة.

المكتبات تجارب سياحية

تشير مصادر كثيرة إلى أن عددا من المكتبات اكتسبت سمعة كبيرة لجمال وفرادة تصميمها، حيث تعد قبلة للباحثين ومحبي الاستكشاف.

وعملت مواقع عدة، من بينها موقع (mirror) على اختيار بعض أكثر المكتبات جمالاً في العالم، والتي يمكنها أن تكون تجربة سياحية إضافة إلى كونها تجربة قرائية ثقافية.

النمسا: دير أدمونت

ـ مكتبة دير أدمونت تعد من أجمل وأكبر المكتبات في العالم.

ـ بنيت عام 1776.

ـ تضم 200 ألف كتاب.

ـ تضم مخطوطات نادرة.

ـ تشتهر بأسقفها الملونة المرسومة والمطعمة بالذهب.

ـ لا تسمح للزوار باستعارة الكتب خارجها لأهمية كتبها.

التشيك: براغ الوطنية

ـ تصنف واحدة من أجمل المكتبات في العالم.

ـ افتتحت عام 1722.

ـ تحتوي أكثر من 200000 كتاب.

ـ فيها كثير من غرف القراءة الحديثة.

ـ أميز ما فيها مكتبة الباروك التي تمتاز بهندستها الخلابة، وسقوفها المطلية، وتحفها التاريخية.

ألمانيا: شتوتجارت

ـ واحدة من أجمل وأفخم المكتبات في العالم.

ـ تعد من أكثر المكتبات تماشيا مع متطلبات التعليم الحديثة في ألمانيا.

ـ افتتحت في 2011، بعد أن فازت في مسابقة المشروع الألماني عام 1999.

ـ مكونة من 9 طوابق، كل طابق يتناول مواضيع معينة.

ـ مفتوحة مجانا للجمهور.

دبلن: ترينتي

ـ تابعة لجامعة دبلن

ـ تعود لأوائل القرن 18

ـ تتميز بتاريخها العريق، وثراء رفوفها بكنوز الكتب الثمينة

ـ تحتوي أكثر من 6 ملايين مُجلّد، ومجموعة واسعة من المخطوطات والكتب القديمة النادرة

ـ شُيّد مبناها»مكتبة الثالوث«، عام 800 ميلادية.

إسبانيا: إسكوريال

ـ يعود تاريخ المكتبة الملكية في سان لورينزو دي إل إسكوريال إلى القرن 16.

ـ تقدم آلاف الكتب والمخطوطات حول الفلسفة.

ـ تقدم كرات مزخرفة وخرائط وأدوات علمية.

ـ رسوم دخولها 10 يوروهات.

أمريكا: نيويورك العامة

ـ أكبر مكتبة عامة في أمريكا الشمالية قاطبة.

ـ ثالث أكبر مكتبة في العالم، بعد مكتبة الكونجرس والمكتبة البريطانية.

ـ تضم المكتبة بكل فروعها نحو 53 مليون عنصر ما بين كتب وأشرطة وخرائط.

ـ تشتهر بهندستها المعمارية الفخمة، لا سيما المنحوتات الخشبية المعقدة.

كوريا الجنوبية: ستارفيلد

ـ توجد مكتبة ستارفيلد، داخل ستارفيلد كويكس مول بعاصمة كوريا الجنوبية.

ـ تمتد على مساحة 2800 متر مربع.

ـ صنفت كأجمل مكتبة في العالم.

ـ تتكون من 3 أرفف كتب عملاقة طولها 13 مترا.

ـ تضم ما يقرب من 50 ألف كتاب.

هولندا: الجبل

ـ تنظم الكتب فيها على شكل «جبل» كبير، تحت هرم زجاجي ضخم.

ـ تحتوي على أكثر من 70 ألف كتاب.

ـ مفتوحة للجمهور مجانا.

ـ تتضمن مساحة واسعة للقراءة في الأعلى، إضافة إلى مقهى.

فرنسا الوطنية

ـ مكتبة فرنسا الوطنية.

ـ يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر.

ـ تضم مجموعة من المخطوطات القديمة والمطبوعات والرسائل والروايات المميزة.