بدأت شركة "سورية الدولية للإنتاج الفني"، بالتعاون مع مؤسسة "جذور"، بعرض الفيلم التسجيلي "نوافذ الروح" على شاشات كبيرة في شوارع دمشق وحلب، ففي دمشق عُرض في ساحات "الأمويين، وعرنوس، والمواساة، وكفرسوسة"، وفي حلب "موغمبو، والعزيزية، وشهبا مول، وساحة الجامعة، وبولمان الشهباء".

و"نوافذ الروح" هو فيلم يشارك فيه الفنان جمال سليمان بدور الراوي الذي يحكي عن رحلة إنسان يبحث عن هويته، وعن تاريخه، فينتقل من ضفاف الفرات إلى شواطئ البحر بحثاً عن ذاته، فيجدها في تماثيل "ماري" وألواح "إيبلا"، و"أوجاريت"، التي كتبت أول أبجدية في العالم، وفي تدمر وملكتها زنوبيا وصراعها مع روما.

الفيلم من أحدث إنتاجات المؤسسة العامة للسينما، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، ومؤسسة "جذور" الخاصة غير الربحية. وغاية "جذور" من تعاونها في عرض الفيلم هو تعزيز الاهتمام بـ"التراث السوري"، كما أكد عماد الفاضل، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، ولذلك تقرر عرض الفيلم بهذه الطريقة لضمان أكبر مشاهدة ممكنة، والهدف هو خلق الوعي حول الثقافة والتراث السوري محلياً وعالمياً.

يذكر أن "نوافذ الروح" من إخراج الليث حجو، وعمار العاني، ورؤية عمر أبو سعدة. ومن المقرر طرح الفيلم في دور السينما في سورية خلال النصف الثاني من شهر سبتمبر 2011م.

شركة "سورية الدولية للإنتاج الفني" مملوكة لرجل الأعمال محمد حمشو، صاحب تلفزيون الدنيا، والمشمول بالعقوبات الأميركية على سورية على خلفية الثورة السورية، كما أن مؤسسة "جذور" مجهولة الهوية، شأن مؤسسات كثيرة تدَّعي صفة "اللاربحية"، وهي واجهات لأموال "مجهولة المصدر"، ومثالها مؤسسات عديدة، مثل "منظمة نساء سورية" المدعومة من السيدة أسماء الأسد، ويديرها بسام القاضي الذي ينطق باسم السلطة، مع أنه سجين رأي سابق.

يبقى أن نقول إن السوريين يعرفون تفاصيل التفاصيل عن تاريخهم، وبما يكفي غير المتخصصين، وأرشيف التلفزيون السوري مليء بآلاف الساعات التي تتحدث عن هذا التاريخ، وأما السؤال فيدور عن المسؤولين عن نبش المواقع الأثرية وتهريب الآثار، وعن الآثار المنهوبة من مستودعات المتحف الوطني في دمشق، الذي لم تكتمل عمليات الأرشفة فيه مطلقاً، وهو ملف ما إن يُفتح حتى يغلق بأمر صاحب "أمره".

أما عن توقيت إنتاج الفيلم والغاية من عرضه بهذا الشكل، فلاشك أنه نوع من البروباجندا التي لم تقل إن عشرة آلاف سنة من تاريخ سورية هو من صنائع بشار الأسد وأبيه، لكنها كادت تقول. يبقى أن عرض الفيلم في دمشق وحلب، فقط، في هذه المرحلة، وفي الساحات المشار إليها أعلاه، هو نوع من الإيهام أن الأوضاع مستقرة للنظام، مع العلم أن الوجود الأمني في تلك الساحات يفوق بكثير عدد السوريين غير "الأمنيين"، أو الآمنين.