ويظل التساؤل مطروحاً بعد 16 عشر شهراً من أكبر جائحة عرفتها الإنسانية، ماذا سيكون مصير كورونا، وهل الوصول إلى المناعة المجتمعية بتلقيح (%70) من المجتمع هو الحل الأمثل؟ أم أن المناعة المجتمعية ضرب من الخيال!!، وقد يطرح العلماء 5 أسباب وتحديات أمام نجاح نظرية المناعة المجتمعية ألا وهي:
1- التحور المستمر للفيروس، حيث ظهرت طفرات متعددة (المتحور البريطاني- الجنوب إفريقي- البرازيلي وغيرها)، ومؤخراً ظهرت نسخة متحورة سريعة الانتشار بالهند.
2- المناعة ليست دائمة، وانخفاض الأجسام المناعية مع الوقت قد يؤدي إلى الحاجة لأخذ اللقاحات سنوياً.
3- تأخر صناعة ووصول اللقاحات، وتنظيم سلاسل إمداد ضخمة لأغلب دول العالم.
4- عدم قدرة الدول الفقيرة والنامية على شراء اللقاحات.
5- التطعيم يمنع الإصابة المتوسطة والشديدة، ولكنه قد لا يستطيع منع نقل المرض من شخص لآخر.
بالمقابل رغم حداثة اللقاحات التي انطلقت تقريبا منذ نهاية 2020 إلا أن هناك نتائج كبيرة في عدة دول ومنها أمريكا، والتي وصلت إلى نسبة من المناعة المجتمعية، وتشير الأرقام إلى أنه من بين 77 مليون أمريكي (تم تلقيحهم بالجرعتين) توجد نسبة %0.008 إصابات بكوفيد - 19 ونسبة 0.0005 % نسبة تنويم بالمستشفيات جراء الإصابة بكوفيد، وهي نسب متدنية جدا. أما التجربة البريطانية والتي كان لقاح (أسترازنكا) هو الأساس فيها بعد تطعيم ما يقارب 33 مليون شخص، وتطعيم %95 ممن أعمارهم فوق الخمسين، فقد أشارت الأرقام إلى انخفاض كبير في عدد الوفيات من 1610 حالات وفاة بمنتصف يناير إلى حوالي 7 وفيات فقط في بداية 11 أبريل. ومن 68 ألف إصابة جديدة في بداية يناير إلى أقل من 1730 إصابة في 11 أبريل. واحتفل البريطانيون بفتح الحانات والمقاهي والمطاعم وعودة الحياة إلى طبيعتها.
لا أحد يعلم الغيب إلا الله، ولكن الأرقام المشجعة للدول التي سبقت الجميع بتطعيم أعداد ضخمة، تشير إلى بوادر نجاح كبير، ولكن قد يكون ذلك النجاح مرهوناً بعدة عوامل، ومنها مدة بقاء المناعة بعد جرعات اللقاح. ورغم تلك التحديات والتي يصفها البعض بـ (سكة طويلة والبراري قفار)، إلا أني قررت أن أبقى متفائلاً، موقناً بالخلاص من الجائحة، لأني بكل بساطة لا أملك إلا ثقتي برب العباد، وابتسامتي (الخجولة).