• هذه التسمية "أصيل".. ابتداءً لا أوافق على استخدامها، تحت أي شكل بذيء، لا بوصفها تعنصراً مهما كان، ولا كونها عرقا بشريا، أو ديانة دون أخرى، ولا مذهبا دون آخر. الأصيل هنا أعني به حقيقة الذات وثقلها في ميزان ومقدار ما تساويه نفسك من قيمة الإنسان، دون دخول النوع والسلالة والدين والظرف في حالة كهذه. الأصيل الذي أقصده هو المثال في كل المُشتركات الإنسانية، وأينما وكيفما كان.

• الأصيلون.. في هذا الزمن الذي ليس بالأصيل، لا تعنيهم، في مواجهة حاجتك وحقك وجذرك البشري، ديانتك ولا فكرتك ولا عرقك أو من أي مكان أتيت. إنهم يعرفون بالتمام أنهم مثلك، وأنك مثلهم، وهم وأنت نفس المخلوق الذي يجوع ويشبع، ويحب ويستاء، يصحو وينام ويحلم، وهكذا وهكذا... إلخ! الأصيلون لا يخلطون ما بين عداوات ونزاعات الدنيا الصغيرة والكبيرة، وما بين كونكما إنسانين يجلسان على خط المسطرة الواحدة وبالتساوي! الأصيلون مهما وقفوا في وجهك، ومهما اضطرتهم الظروف أن يكونوا أعداءك، وحتى لو حاربتهم وحاربوك.. إلا أنهم لا يمتهنون إنسانك. حيث يدركون أن امتهان الآخرين لا ينبع إلا من زيفٍ ومهانة فظيعة في الذات!. صدّق.. بالفعل أنهم الأصيلون، ثم قل أين هم في زمنٍ كهذا ليس بالأصيل!

http://youtu.be/5QF2us-GMls

• هو زمن ليس بالأصيل، لأنه لا يحتمل شرف الخصومات في غالبه، والإنسان الذي أوكله الله للعناية بهذا الكوكب كله، صارت قيمته أكثر ما في هذه الأرض نفسها تفاهة. إنه زمن ليس بالأصيل لأن الناس يفتكون ببعضهم، ويدبرون لبعضهم المكائد دون أدنى شرف، مرة باسم الساسة، ومرة باسم الله (البريء من هذا)، ومرة باسم العرق، وأخرى باسم المال، وأخرى وأخرى وأخرى... إلخ، وكل ما يحركهم الاشتهاء! إنه لم يعد بالزمن الأصيل الذي يواجه الناس فيه بعضهم وجهاً لوجه بالصراحات، سواءٌ أكانت المواجهة في المحبة والإخاء، أو كانت في الخصام والعداوة. إنه ليس بالزمن الأصيل، فأكثر أهله ملغمون بأمراض الكراهية، ولا بد للذين اكتشفوا خيطا من أصالة أرواحهم وحقيقتهم أن يفهموا أنهم في الزمن الذي يؤتى فيه كل شيء غيلة من الظهر، وأن الذين يناضلوا طويلاً في سبيل النظافة الإنسانية المجردة بلا حظ!

• هل أخطأتَ مرة؟ مرتين؟ ألفا؟ لا يهم ما دام هنالك وقت لتخرج من زيف الزمن الذي ليس بالأصيل، فاخرج وقل إنها فرصتك كي تكون إنسانا أصيلا، ولتتقبل ثمن اغترابك وفرادتك!