البدو كلمة كبيرة، ولها من الصفات والمميزات التي لا نستطيع سردها. لو نعود قليلا لسنوات مضت، وقرأنا الكتب التي تتكلم عن البداوة ومنبعها ومن عاش بها، لوجدنا أشياء قد نجهلها! وأبسط مثال على ذلك آباؤنا وأجدادنا «بدو» عاشوا وترعرعوا بها.
نحن إلى الآن نعيش بها. نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كانت وظيفتة رعي الأغنام. ورعي الأغنام هي الوظيفة التي كانوا يتمسك بها أهل البادية ويعيشون عليها، وإلى الآن نحنا نعيش بها ولا ننسلخ منها أبدًا.
لا ننكر أننا الآن أصبحنا في زمن تطور كبير من جميع النواحي من أعمال، مبانٍ، مواصلات، تكنولوجيا وغيرها، ولكن ما ننسى أبدًا أننا بدو.
دولتنا حفظها الله سنويًا وضعت لنا المهرجان الوطني للتراث والثقافة أو ما يطلق عليه «مهرجان الجنادرية» وهو مهرجان تراثي وثقافي يقام في المملكة العربية السعودية منذ عام 1405هـ/1985م. وكان من ضمن أهداف هذا المهرجان التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف.
وأيضًا تشجيع دراسة التراث للاستفادة من كنوز الإيجابيات كالصبر وتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة. فدولتنا حفظها الله حافظت عليها، وبذلت قصارى جهدها لتعليمها للأجيال القادمة وعدم نسيان ذلك.
فهناك صفات يتصف بها أهلنا البدو بالكثير ومنها بتمسكهم بالعادات والتقاليد أكثرَ من سكان الحضر، فالبدوي يعتز بقبيلته وهي محط اهتمامه ومحافظته على سمعتها بين القبائل ومن صفات أهل البدو الكرم، والشجاعة، والنخوة، والبلاغة، والوفاء يُشكل شيخ القبيلة قيمةً كبيرةً لجميع أفراد القبيلة، فيأتمرون بأمره ولا يخالفون له رأيًا.
فنحن بدو أهل الأصالة، ومن لا يعرفنا لديه الكثير من الأشخاص والكتب التي تخبره عن ذلك.
البداوة منبعنا وإليها نعود دائمًا مهما وصلنا من تطور.