وسط دعوات من قوى عالمية لإنهاء الصراع، استمر الاحتلال الصهيوني (إسرائيل) بقصف غزة بضربات جوية، واستأنف النشطاء الفلسطينيون إطلاق الصواريخ عبر الحدود، وقد بلغ عدد النازحين الفلسطينيين 52 ألف شخص.

وذكر سكان في غزة أن الاحتلال يواصل الضربات الجوية المكثفة، حيث بين شهود عيان أن قذيفة دبابة إسرائيلية أصابت مصنعا للدهانات في جنوب قطاع غزة واشتعلت فيه. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في بيان بالفيديو «القتال لن يتوقف حتى نحقق هدوءا تاما وطويل الأمد».

في حين كشف مسؤولون طبيون في غزة أن 213 فلسطينيا قتلوا بينهم 61 طفلا و36 امرأة، وجرح أكثر من 1400.


غضب واسع

وكشفت الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن قرابة 450 مبنى في قطاع غزة دمرت أو تعرضت لأضرار بالغة، بما في ذلك ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية. وفر حوالي 47000 من أصل 52000 نازح إلى مدارس الأمم المتحدة.

وقد نظمت إضرابات عامة في القدس الشرقية وبلدات عربية ومدن في الضفة الغربية المحتلة، مع منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل العلم الفلسطيني وتحث على التضامن «من البحر إلى النهر».

وقد بدأ الغضب الفلسطيني يتصاعد جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لغزة والاشتباكات في رمضان بين الشرطة والمصلين في المسجد الأقصى في القدس، ودعوى قضائية رفعها مستوطنون إسرائيليون لطرد فلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.

وقف الانتهاكات

في حين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة إيجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، مشددًا على خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموجرافي لمدينة القدس، وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري.

جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسي في القمة الثلاثية بين مصر والأردن وفرنسا، بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتي عُقِدَت عبر تقنية الاتصال المرئي في باريس. كما بحث العاهل الأردني عبدالله الثاني خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل جهود وقف التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي الفلسطينية.

وأكد أن التطورات المأساوية في الأراضي الفلسطينية هي نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني. وقد دعت الأمم المتحدة للوقف الفوري للأعمال العدائية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووصول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، وضمان حرية التنقل الآمن داخل القطاع.

وأفاد المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس ليركه، أن أكثر من 220 شخصاً لقوا حتفهم حتى يوم الإثنين في غزة والضفة الغربية، إضافة إلى 6 آلاف جريح.

وأوضحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت هاريس، أن العاملين الصحيين والمرافق الطبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعرضت لهجمات، حيث تضرر 19 مرفقاً طبياً في غزة، بما في ذلك تدمير عيادة هالة الشوا لتقديم الرعاية الصحية الأولية، كما أصيب 41 عاملاً صحياً في الضفة الغربية، وتضررت 41 مركبة طبية.