انتقد باحثون أميركيون قرارإدارة الرئيس باراك أوباما بالموافقة على سحب القوات الأميركية من العراق بنهاية العام الجاري. وقال الباحث في معهد بروكينجز مايكل أوهانلون إن الرقم المناسب لإحداث تأثير حقيقي من زاوية الحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق ولو بصروة نسبية هو رقم يتراوح بين 10 إلى 20 ألف جندي وليس 3 آلاف فقط كمدربين وليس كقوة قتالية لمساعدة الحكومة على الحفاظ على السلام الاجتماعي وحماية العراق من أية اعتداءات من الخارج. وأضاف أن الوضع الأمني في العراق تحسن على الرغم من بعض التدهورالذي طرأ في الشهر الماضي. وتابع "أن الوضع السياسي في العراق مضى في الاتجاه المعاكس. فقد تدهور ذلك الوضع على نحو ملموس. لقد أصيبت العملية السياسية بالجمود كما أصيبت خطط إقامة تحالف عريض يضم كل مكونات الشعب بالجمود أيضا على عكس ما كان الجميع يأملون. إن القيادتين السياسيتين الأهم في العراق لا تتحدث إحدهما إلى الأخرى وليس هناك قيادة لوزارتي الداخلية والدفاع حتى الآن في تعبير واضح عن ذلك التدهور".

ومن جهته يرى الباحث كينيث بولاك أن من الصعب "فهم منطق الإدارة في الابقاء على 3 آلاف جندي أميركي فقط في العراق إذ إنه كان من الأفضل سحب الجميع لأن 3 آلاف تساوي من الناحية العملية لا شئ". وتابع "هذا المستوى المنخفض من التواجد لا يتضمن أية قدرات على جمع المعلومات عن التهديدات المحتملة وأي قدرة حقيقية على تقدير الموقف. ولن يكون ممكنا في هذا الحال التدخل لضبط الأوضاع عند خطوط ساخنة مثلما هو الحال في كركوك على سبيل المثال". وقال إن مهمة دعم القوات العراقية ستكون بالغة الصعوبة بسبب هذا العدد المحدود من القوات. وكان قادة عسكريون سابقون في البنتاجون قد حذروا من أن أنباء تدهور الوضع الأمني في العراق قد تسيطرعلى أجهزة الإعلام والاهتمام العالمي خلال الشهورالتالية لسحب القوات الأميركية. وقال مسؤول سابق بالوزارة لمحطة "فوكس نيوز" الإخبارية إنه لا يستبعد أن يكون حديث العالم في الربيع المقبل هو أنباء عودة الإرهاب في العراق واستئناف مواجهات طائفية لا تزال أسبابها الحقيقية لم تعالج.