لاكتساب هذا الدليل، خاض «صلاح» رحلة إعادة اكتشاف الذات في إيطاليا قبل العودة لصنع المجد في ليفربول، أما «دي بروين» فقد وجد في ألمانيا ملاذًا لإبراز موهبته قبل الانتقال إلى مانشستر سيتي ليتحول إلى أحد أهم اللاعبين في تاريخ بلجيكا و«البريميرليج»، وكذلك الحال بالنسبة لـ«لوكاكو»، والذي قرر البقاء في انجلترا وانتقل إلى ويست بروميتش وإيفرتون ومانشستر يونايتد، قبل أن يقود إنتر ميلان للفوز بالدوري الإيطالي مؤخرًا.
يتشابه ما حدث مع «صلاح» و«دي بروين» و«لوكاكو» مع ما يجب على أي رائد أعمال يسعى لنجاح مشروعه أن يقوم به، حيث يجب أن تقديم دليل النجاح جانبًا أساسيًّا من يكون نموذج عمله، لماذا؟!
- لكي تكسب ثقة جمهورك:
قد يكون الهدف الأساسي من التسويق هو عمل إستراتيجية مدروسة تعتمد على «اللعب» على عاطفة جمهورك والتأثير على قراره الشرائي، لكن كيف تحقق هذا التأثير؟ قدم «الدليل» على جودة وأهمية منتجك.
«نتفليكس» مثال عظيم على ذلك، حيث عانت في معركة شرسة مع منافستها «Blockbuster» في بداية القرن الحالي بسبب خوف الجمهور المستهدف من الدخول إلى عالم الأونلاين.
من هنا، أدركت «نتفليكس» أن سبيلها للفوز بتلك المنافسة يتمثل في نجاحها في تقديم دليل النجاح المناسب الذي يمكنها من استغلال عيوب «Blockbuster» في تغيير رأي الجمهور، وقد نجحت في تقديم هذا الدليل بوسيلتين:
1- لا غرامة تأخير
واحدة من بين أبرز عيوب نظام عمل «Blockbuster» فرضها لغرامة تأخير على عملائها الذين يستأجرون المواد الترفيهية منها، وبالتالي استبدلت «نتفليكس» نظام «الإيجار» بـ«الإشتراك» وبحيث يتمكن المستخدمين من مشاهدة كل ما يرغبون فيه طوال فترة الاشتراك ودون دفع غرامة تأخير!
2- فترة مجانية!
قامت «نتفليكس» بعرض مجموعة من الأيام المجانية على باقات الاشتراك المختلفة، وبحيث يتمكن العميل الجديد من مشاهدة المواد الترفيهية المختلفة التي تقدمها مع إمكانية استرداد أموال الاشتراك بالكامل إذا ما لم تعجبه.
شجع هذا العميل الجديدة على تجربة الخدمة المقدمة قبل استكمال مدة الاشتراك بالطبع، لإنه أعجب بجودة المحتوى المقدم عبر تلك المنصة.
في رأيي يعتبر أسلوب «العينة المجانية» الذي اعتمدته نتفليكس واحدًا من بين أكثر الأساليب فعالية في تقديم دليل النجاح الذي يمكنك من جذب العميل الجديد لك، بشرط بالطبع أن تكون واثقًا من جودة منتجك.
- لكي تكسب فريق العمل المثالي:
كيف تحولت «يوديمي» إلى منصة تعليم إلكتروني عملاقة تقدم أكثر من 125 ألف دورة تدريبية إلى حوالي 50 مليون طالب؟!
يعود ذلك إلى قدرة مؤسسيها «إرين بالي» و«جاجان بياني» و«أوكتاي كاجلار» على تقديم دليل النجاح المثالي لإقناع المحاضرين وصناع المحتوى الأكثر تأثيرًا في السوق على تقديم محتواهم العلمي عبرها.
في البداية، عانى الثلاثي لإقناع أبرز المحاضرين بالتعامل معهم، وبالتالي قاموا بتصميم دورة تدريبية وروجوا لها وباعوها لأكبر قدر ممكن من الشركات والقنوات التعليمية لتتمكن في النهاية من تحقيق عائد وصل إلى 30 ألف دولار، ما جعلهم يمتلكون الدليل الذي مكنهم من الوصول اليوم إلى أكثر من 57 ألف محاضر يحققون العوائد المرغوبة.