أعلن وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين ،أمس،أن تركيا يمكن أن تقوم بتوغل بري ضد المسلحين الأكراد المتحصنين في شمال العراق "في أي وقت".

وقال شاهين إن "عملية برية وكذلك عملية جوية يمكن أن تطلق في أي وقت رهنا بالمحادثات مع الدولة المجاورة" العراق.

وكان المسؤول الثاني في الخارجية التركية فريدون سينيرليوغلو زار مؤخرا العراق لكي يجري محادثات مع السلطات العراقية في بغداد والسلطات الكردية في أربيل (شمال). وأضاف شاهين "إننا نقيّم جدوى" القيام بهذه العملية. وتأتي هذه التصريحات في حين تحدثت تقاريرتركية ومصادرأمنية في جنوب شرق البلاد عن تحضيرات للسلطات التركية لشن مثل هذه العملية عبرالحدود لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الجبال العراقية.

وشن المسلحون مساء أول من أمس هجوما بالتزامن على مركز للشرطة وثكنة للدرك في سمدينلي على الحدود مع العراق في أقصى جنوب شرق البلاد مما أدى إلى مقتل 3 مدنيين كانوا يحضرون زفافا وعنصرين من قوى الأمن.

وكانت تركيا طلبت من الولايات المتحدة بصفة رسمية استعارة عدد من الطائرات الأميركية بدون طيار بالإضافة إلى أعداد من العسكريين الأميركيين المتخصصين في تشغيلها وذلك لوضعها في قواعد جوية في الجنوب الشرقي من تركيا لرصد تجمعات وتحركات حزب العمال الكردستاني.

وجاء الطلب بعد أن رفضت إسرائيل الالتزام بعقود الصيانة وتجديد مدة عمل الخبراء الذين سبق أن أعارتهم إلى تركيا لتشغيل طائرات بدون طيار حصلت عليها أنقرة من إسرائيل.

ويذكرأن لدى الولايات المتحدة عددا من تلك الطائرات في قاعدة عسكرية أميركية في شمال العراق وأن نتائج طلعات تلك الطائرات ترسل إلى السلطات التركية ضمن اتفاق بين البلدين على مواجهة حزب العمال الذي تعتبره تركيا تنظيما إرهابيا. ومع تطبيق اتفاقية وضع القوات التي تقضي بسحب القوات الأميركية من العراق بنهاية العام الجاري فإن المسارالطبيعي للأمور هو إعادة تلك الطائرات إلى الولايات المتحدة ومن ثم إنهاء مشاركتها في رصد مواقع المسلحين الأكراد.

وتعد الخطوة الإسرائيلية بتعطيل الطائرات بلا طيار التي سبق أن قدمتها ضربة للجهود التركية في مواجهة أولئك المسلحين. بيد أن أنقرة قد تجد البديل في استضافة الطائرات الأميركية التي ستغادر شمال العراق في 31 ديسمبر المقبل.