بينما تراجع الادخار الإجمالي للمملكة خلال عام 2020 بنسبة 36.57% على أساس سنوي، بما يعادل 365.11 مليار ريال عن قيمته في 2019، إلى مستوى 633.27 مليار ريال، مقابل 998.38 مليار ريال خلال 2019، أرجه مختصان ذلك لـ «الإنفاق الكمالي» من خلال الإنفاق على أوجه عدة من الكماليات تفوق الإنفاق الاستهلاكي الأساسي.

ثقافة سلبية

ومقابل تراجع الادخار على أساس سنوي بلغ معدل إنفاق المستهلكين في السعودية خلال العام الماضي 1.025 تريليون ريال، بنسبة نمو 1.4%، بما يعادل 14.22 مليار ريال، مقارنة بـ1.04 تريليون ريال في عام 2019 ويشمل الإنفاق جميع العمليات المنفذة من خلال أجهزة الصراف الآلي «السحوبات النقدية» ونقاط البيع، التي تشمل كذلك مبيعات التجارة الإلكترونية عبر بطاقات مدى.


إنفاق ودخل الأسرة

أظهرت نتائج مسح إنفاق ودخل الأسرة لعام 2018 والذي يتم تنفيذه كل خمس سنوات أن متوسط الدخل الشهري للأسر السعودية خلال عام 2018 بلغ نحو 14.82 ألف ريال، بزيادة قدرها 8.9% عن عام 2013، في حين بلغ متوسط الدخل الإجمالي للأسر (السعوديين والمقيمين) نحو 11.98 ألف ريال.

وارتفع متوسط الدخل الشهري للفرد (السعودي والمقيم) إلى 2485 ريال مقارنة بـ2062 ريال في مسح 2013، كما وصل متوسط الدخل الشهري للأفراد الذين لديهم دخل إلى 6346 ريال.

ووفقًا للبيانات بلغ متوسط الإنفاق الاستهلاكي الشهري للأسر السعودية 14.58 ألف ريال، وبالنسبة لجميع الأسر 11.73 ألف ريال. وبحسب المسح بلغ متوسط الإنفاق الشهري العام للأسرة السعودية 16.13 ألف ريال، كما بلغ متوسط الإنفاق للأسر بشكل إجمالي 12.82 ألف ريال.

إنفاق كمالي

علق عليه محمد بن فريحان المستشار المالي والمحلل الاقتصادي على أرقام الإدخار مقابل الإنفاق قائلًا «نلاحظ من الأرقام السابقة أن ثقافة الادخار للأسف متدنية بل إن هناك إنفاقًا كماليًّا فوق الاستهلاكي الأساسي يفوق الدخل مما يعني أن ثقافة الاستدانة سواء قروض أو بطاقات ائتمان موجودة وهذا شيء سلبي جدًا.

سياسة الادخار

أضاف بن فريحان «من يهتمون بسياسة الادخار بهدف الاستثمار يكون توجههم الاستثماري فيه مخاطرة عالية حيث الأغلبية يوجه ادخاره نحو الاستثمار في أسواق المال كالأسهم وغيرها ودون أي سابق تأهيل أو دراية مما ينعكس سلبًا بخسارة تلك الأموال، كما نلاحظ أيضًا غياب التوازن في الدخل والانفاق».

ثقافة الانفاق

يقول الباحث الاقتصادي سعد آل ثقفان إن ثقافة الادخار في المجتمع ضعيفة حيث إن نسبة الادخار لدى الأسر السعودية منخفضة جدًّا حيث تم رصدها قبل انطلاق برامج الرؤية 2030 في حدود 6% من الدخل وتسعى برامج الرؤية إلى وصولها إلى المتوسط العالمي عند 10%، وبعد 5 سنوات من انطلاق 2030 نلاحظ تحسن في النسبة. واقترح آل ثقفان وضع مبلغ شهري للادخار قبل الاستهلاك ويكون بشكل دائم غير متقطع ولفترة طويلة.

وأضاف آل ثقفان «أما بالنسبة لثقافة الإنفاق فهي في الغالب إنفاق جميع الدخل من منطلق المثل بل يتعد الأمر إلى الاستدانة من الدخل المستقبلي كأخذ قرض بنكي لإنفاقه على الاستهلاك الحالي».

رؤية استثمارية

أوضح آل ثقفان أن السبب خلف ضعف ثقافة الاستثمار يعود الى أن الأفراد يرغبون في الكسب السريع العالي أي مثلًا في شهر يبحثون عن ربح أكثر من الضعف، وهذا ما يضعهم في مواقف قد يفقدهم أموالهم إما عن طريق النصب عليهم، وهذا ما نلاحظه دخولهم في منصات العملات الرقمية والفوركس الوهمية أو في سوق المال المحلي باتباعهم التوصيات والدخول في أسهم خاسرة ومتضخمة سعريًّا مما يفقدهم أغلب أموالهم أو كلها، لذلك يتوجب على المستثمر أن يقرأ جيدًا عن أي استثمار يدخل فيه ومعرفة المخاطر.

الإدخار والإنفاق خلال 2020

42 % انخفاض قيمة الادخار الإجمالي بالربع الرابع 2020

139.2 مليار ريال مقارنة بـ238.5 مليار ريال خلال الربع المماثل من 2019

20 % معدل إجمالي الادخار إلى الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع 2020 نحو 20%

31 % في الفترة المماثلة من عام 2019.

277.6 مليار ريال إنفاق المستهلكين خلال الربع الرابع من 2020