شهد سوق التمويل الأخضر العالمي نموًا سريعًا وتجاوز الـ134 مليار دولار، وترجمت شركة البحر الأحمر للتطوير توقعات موقع Utilities Middle East بأن تقود السعودية نمو الأسواق الناشئة في التمويل الأخضر، وحصلت في 27 أبريل الماضي على أول تسهيل ائتماني مُقوّم بالريال السعودي يتم منحه ضمن إطار التمويل الأخضر في إنجاز نوعي لمشروع البحر الأحمر ورؤية المملكة 2030.

وقالت الشركة المطورة لأحد أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحًا في العالم، إنه تم اكتمال تسهيل حصولها على قرض لأجَل محدد وتسهيل ائتماني مُتجدد بقيمة تجاوزت 14 مليار ريال مع 4 بنوك سعودية.

مركز التمويل


في نوفمبر 2019، توقعت شركة كي بي إم جي العالمية، أن تصبح المملكة مركزًا للتمويل الأخضر للأسواق الناشئة من خلال مشاريع الطاقة المتجددة، الأمر الذي من شأنه أن يجلب العديد من الفوائد الاقتصادية والتجارية الهائلة للاقتصاد السعودي، وفقا لرؤية 2030.

ويصل حجم التمويل الأخضر في العالم حاليا إلى 134 مليار دولار. وفي عام 2019، تم إصدار نحو 185.4 مليار دولار من السندات الخضراء، والتي هي صكوك سوق الدين، حيث تخصص لعوائد المشاريع المؤهلة الخضراء التي تستهدف أنشطة تخفيف آثار تغيّر المناخ والتكيّف معه، إضافة إلى القضايا البيئية الأخرى مثل الطاقة، والمياه، والنقل، والنفايات، والمباني، وما إلى ذلك.

نمو سريع

شهد سوق التمويل الأخضر العالمي نموًا سريعًا، في ظل تطوير أدوات مالية مثل السندات المصنفة باعتبارها خضراء والصكوك غير المصنفة، والقروض الخضراء، وصناديق الاستثمار الخضراء، والتأمين الأخضر، والصكوك الخضراء التي صدرت في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من إصدار أول سندات خضراء في عام 2008، فقد تطور السوق بشكل كبير لحشد التمويل لصالح أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر من خلال توفير الهياكل المبتكرة والتصنيفات والأطر الحاكمة.

معايير دولية

نظرًا لأن حجم رأس المال المطلوب لدعم الانتقال للطاقة المتجددة كبير جدًا، لهذا برز قطاع جديد بالكامل يسمى التمويل الأخضر في الأعوام الأخيرة، الذي يقدم منتجات جديدة مثل السندات والتأمين الأخضر.

وعرفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCED التمويل الأخضر Green Finance بأنه تمويل يستهدف تحقيق النمو الاقتصادي مع الحد من التلوث وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخفض النفايات إلى الحد الأدنى، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وهو تمويل يتعلق باستخدام المنتجات والخدمات المالية، مثل: القروض والتأمين والأسهم واستثمارات رأس المال والسندات وغيرها لدعم المشاريع الخضراء أو الصديقة للبيئة.

وتخضع آلية التمويل الأخضر عالميا لإطار عمل ينسجم مع مبادئ السندات الخضراء «2018» ومبادئ القرض الأخضر «2020» التي حددها الاتحاد الدولي للأسواق المالية «ICMA» ورابطة سوق القروض «LMA» تباعًا.

مشروع مستدام

نجحت شركة البحر الأحمر، في الحصول على اعتماد التمويل الأخضر لنهجها الرائد في مجال الاستدامة المجتمعية والبيئية، والسمعة العالمية المرموقة لمشروع البحر الأحمر كمشروع مستدام. ولفتت إلى أن هذا القرض يُعتبر أول تسهيل ائتماني مُقوّم بالريال السعودي، يتم منحه ضمن إطار التمويل الأخضر. وقال الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير، جون باغانو، إنه لم يسبق تطوير مشروع بهذا الحجم في أي مكان آخر من العالم.

الطاقة الشمسية

في يناير 2020 لفت الموقع إلى أن المملكة تعتزم جذب ما بين 30 مليار دولار و50 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة في مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030؛ حيث تخطِّط لتوفير نحو 9.5 جيجاوات من الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح بحلول عام 2023، وضع البنك الدولي السعودية على رأس 8 دول ستقود معظم نمو التحسن في الأسواق الناشئة، مدفوعة بزيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

الطاقة المتجددة

كشف تقرير موقع Utilities Middle East أن معظم الإنفاق على مصادر الطاقة المتجددة على مدار العشرين عامًا المقبلة، سيكون في الأسواق الناشئة، ولذا يتعيَّن على السعودية التركيز على إنشاء مركز للتمويل الأخضر للأسواق الناشئة، والذي يعني استخدام المنتجات والخدمات المالية مثل القروض والتأمين والأسهم واستثمارات رأس المال والسندات وغيرها من أجل تمويل المشروعات الخضراء أو الصديقة للبيئة.

وجهة سياحية

شركة البحر الأحمر للتطوير مملوكة بالكامل من قبل صندوق الاستثمارات العامة. وتأسست الشركة لتقود عملية تطوير «مشروع البحر الأحمر» الذي يعتبر وجهة سياحية فائقة الفخامة ستعمل على استحداث معايير جديدة للتنمية المستدامة، وتضع المملكة في مكانة مرموقة على خريطة السياحة العالمية.

وسيتم تطوير المشروع على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع في الساحل الغربي للمملكة، ويضم أرخبيلا يحتوي على أكثر من 90 جزيرة وبحيرة بكر. كما تضم الوجهة جبالا خلابة، وبراكين خامدة، وصحارى، ومعالم ثقافية وتراثية.

ومن المتوقع انتهاء أعمال المرحلة الأولى للمشروع بحلول الربع الأخير من عام 2022م، حيث ستشتمل هذه المرحلة على عناصر جذب سياحية متنوعة مثل الفنادق، والوحدات السكنية، ومراسي اليخوت، إضافة إلى المرافق التجارية والترفيهية.

وبلغ مشروع البحر الأحمر محطات مهمة في أعمال التطوير، ويجري العمل فيه على قدم وساق لاستقبال الضيوف بحلول نهاية عام 2022 مع افتتاح المطار الدولي والفنادق الأولى. ومن المقرر أن ترحب مدينة الموظفين السكنية بالموظفين بحلول الربع الثاني من عام 2021.

وسيتألف مشروع البحر الأحمر عند اكتماله في عام 2030 من 50 فندقًا يوفر ما يصل إلى 8000 غرفة فندقية وأكثر من 1000 عقار سكني موزع على 22 جزيرة وستة مواقع داخلية، كما ستضم الوجهة مراسي فاخرة، وملاعب غولف، والعديد من مرافق الترفيه والاستجمام.

التمويل الأخضر

• يقدم منتجات جديدة مثل السندات والتأمين الأخضر

• يستهدف تحقيق النمو الاقتصادي، مع الحد من التلوث وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتقليل النفايات إلى الحد الأدنى، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.

• يتعلق باستخدام المنتجات والخدمات المالية، مثل: القروض والتأمين والأسهم واستثمارات رأس المال والسندات لدعم المشاريع الخضراء أو الصديقة للبيئة.

حجم السوق

134 مليار دولار حجم التمويل الأخضر في العالم.

في عام 2019، تم إصدار نحو 185.4 مليار دولار من السندات الخضراء.

إصدار أول سندات خضراء في عام 2008.