قال الشاعر:

إذا قالَ لم يترك مقالاً لِقَائلٍ ** بمُلتَقَطات لا تَرَى بينَها فَصلا

كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع ** لذي إربة في القول جدا ولا هزلا


من السهل أن تتحدث وتكون بارعا في الحديث في مجال معين وتستشهد بالشعر والحكم والأمثال ما تدعم به موضوعك ورأيك ويصل مفهوم ما تريده للآخر ولكن أن تصل إلى جميع الشرائح وكل واهتمامه، وثقافته، فهذا الصعب بعينه. حديث سمو سيدي ولي العهد يوم الثلاثاء ١٥ رمضان ١٤٤٢ كان مميزا بل التميز بعينه فقد وهبه الله حسن المنطق، وسرعة البديهة، والذهن الحاضر، والإلمام بكل ما تحدث عنه، إضافة إلى العقل الراجح الذي يزن كل كلمة بقياس أثرها قبل أن يتفوه بها كيف لا وهو الرجل الثاني في المملكة العربية السعودية الدولة صاحبة الثقل الإسلامي والاقتصادي والسياسي على مستوى العالم وفي كل المجالات.

نعود إلى حديث سموه الكريم حفظه الله تعالى الذي أعطى إجابة لكل سؤال يدور في ذهن كل متلق ومستمع لمقابلته، فقد أعطى للعالم إجابة واضحة وصريحة أن دستورنا ومنهجنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ولن نحيد عن التمسك بهذا المبدأ، وعن خدمة الدين الإسلامي الصحيح.

كما أوصل الرسالة بكل وضوح للاقتصادي المتخصص مدعومة بالأرقام، والتواريخ، للرؤية القريبة، والمتوسطة، والبعيدة المدى لمستقبل الاقتصاد السعودي.

ثم اختصر للسياسي في إيجاز سريع المنهج السياسي الذي تسير عليه الدولة والذي يعتمد على العلاقات الجيدة مع الآخر، وأن مصالح المملكة العربية السعودية هي مبدأ راسخ، وأن سيادة الدولة واستقلال قرارها لا يمكن المساس به، وأن من يختلف معنا سوف نحاول أن نمد يد التعاون معه للوصول إلى قواسم مشتركة، وإلا فإن الدولة قادرة بإذن الله على حماية أمنها واستقرارها. وأوصل للمواطنين المعلومة الصحيحة، والدقيقة عن كل ما يمس حياتهم، ومعيشتهم، ومستقبلهم، ومستقبل أبنانهم، وكان واضحا، وصريحا أن الدولة تسير بخطى ثابتة لبناء اقتصاد قوي مدعوم بمصادر دخل متنوعة، وأن أي إجراء قد يرى المواطن فيه زيادة في أعبائه سوف يكون إجراء موقتا ولم يعمل إلا للضرورة.

وطمأن المواطن بمجانية التعليم، والصحة، وأنه ليس هناك ضريبة على الدخل، كما بين أن خطط ومشاريع الإسكان تسير بشكل يبشر بالخير، ودعم كل ذلك بالأرقام والمعدلات والنسب التي تم الوصول إليها والمستهدف في المرحلة القادمة.

وقد أوضح للعدو قبل الصديق الصورة الواضحة الجلية للرؤية مدعومة بالأرقام والمؤشرات التي تدعو إلى الفخر والاعتزاز بالرؤية، وأنها حققت في خمس سنوات معدلات تفوق ما كان مرسوما ومخططا لها، وأن المستقبل المشرق بإذن الله سيتحقق عند اكتمال الرؤية 2030 والمنافسة العالمية في 2040 إنها ليلة رابعة وجميلة بكل المقاييس قال سمو ولي العهد حفظه الله تعالى ولم يترك مقالا لقائل فوالله كفى ووفى وشفى ما في النفوس.

ختاما: حفظ الله ديننا، وقيادتنا، ووطننا.