يذكر أن التوقعات تشير إلى أن المتحور الهندي ربما اكتسب فاعلية أكبر في الالتصاق بالمستقبل الخلوي في الرئة، وكذلك أصبح ذا عامل ضراوة أكبر ومعدل انتشار أسرع، وربما اكتسب سلوكا جديدا للتخفي من الجهاز المناعي. هذه العوامل الأربعة إذ لم يتم التعامل معها بجدية، فقد تنتج عنها متحورات خارقة أشد خطورة، وقد تغزو العالم مجددا.
حجر الزاوية
أشار «الحازمي» إلى أن قوة النظام الصحي في أي بلد، وتكامله مع المؤسسات الأخرى، هو حجر الزاوية في التغلب على أي مهدد ميكروبي، وهذا الذي جعل الصورة تبدو أشد سوادا في دولة مثل الهند، التي يعد نظامها الصحي مهترئا، بالإضافة إلى الاكتظاظ السكاني المعروف في الهند، ونمط الحياة، وسوء مستوى النظافة الشخصية، ونظام الصرف الصحي، وغيرها من العوامل التي تعانيها الهند مقارنة بدول العالم الأول. كل هذا يجعل العالم يترقب الوضع الحالي في الهند، نظرا لخطورته، حيث إن الأحداث الناتجة عنه ربما تعيدنا للمربع الأول من هذه الجائحة.
مراقبة
وعن أهمية مراقبة التحورات، وأثرها في العلاج والوقاية من «كوفيد- 19»، بيّن «الحازمي»: مراقبة المتحورات اليوم ضرورة علمية وطبية، وتتم بالأساس عن طريق تتبع التسلسل الجيني للفيروس، أو جزء من بروتينه الشوكي، والهدف الأساسي من ذلك دراسة ومتابعة سلوك الفيروس مقارنة بالفيروس الأم، وهي مهمة للغاية في معرفة سرعة الانتشار، وقدرة تعامل الجهاز المناعي معه، بالإضافة إلى أهميتها في التشخيص والعلاج وحتى في عملية إنتاج اللقاحات، فكلما زادت عملية التتبع للفيروس كلما كانت النتائج المترتبة عليه ذات فائدة علمية وطبية أكبر، والتنبؤ بسلوكه يكون أكثر دقة، لذلك لا نعرف حتى اللحظة فاعلية اللقاحات المتاحة حاليا ضد المتحور الهندي. وأوضح استشاري الأمراض الإكلينيكية أن متلقي اللقاحات في الهند يتجاوز الـ2 %، ومع هكذا نسبة لا يمكن الحكم عليها، ولكن من المرجح أن تكون اللقاحات المتاحة فعالة ضد المتحور الهندي، وإن كان متوقعا أن تكون فاعليتها أقل مقارنة بفاعليتها ضد الفيروس.
تحورات الفيروس السابقة
«B.1.1.7» اكتشف في بريطانيا
«B.1.351» اكتشف في جنوب أفريقيا
«B.1.1.248» ظهر في البرازيل
«B.1.617» ظهر في الهند