اعتدنا أن ترتبط كلمة «سفير» بالطابع الرسمي، فإما أن يكون السفير شخصًا معينا من قبل دولته ليمثلها خارج حدودها ضمن كيان معترف به في القانون الدبلوماسي الدولي (السفارة)، أو أن يكون السفير ممثلاً لمنظمة أو مؤسسة دولية، أو شخصًا يكتسب صفة الدبلوماسية نتيجة لانتسابه الوظيفي لأشخاص القانون الدولي. أما ما أعنيه في هذا المقال، هو سفراء الوطن من المواطنين، فهم صورته الحقيقية، بإيجابياتهم وسلبياتهم، وبثقافاتهم وعاداتهم، وبأخلاقياتهم وسلوكياتهم، ولعل من يستشعر المسؤولية في هذا الشأن يدرك المعنى من هذا المقال، فعندما يلتزم المواطن بالقوانين والأنظمة الداخلية فهو ينقل صورة مثالية لكل من يعيش على أرض بلده، كذلك الأمر عندما يحترم المواطن ثقافة وقوانين البلد التي ابتعث إليها أو انتقل للعمل فيها فهو يمثل الصورة الإيجابية للوطن على مستوى الخارج، والعكس بالعكس، فهذه الدبلوماسية هي وجه من وجوه القوة الناعمة، التي تمكن من كسب الآخرين باللطف وبالصورة الحسنة.

لعل بعد قراءة هذا المقال يستشعر أبناء وطننا الغالي حجم المسؤولية التي على عاتقهم؛ فعندما ترتبط سلوكيات الفرد بصورة وطنه، هذا يعني إما جذب وإعجاب وانبهار بهذا البلد، أو على النقيض من ذلك، كسب صورة سلبية ونفور تام من كل ما يتصل بهذا البلد؛ بسبب سلوك سيئ وخاطئ صدر من فرد واحد وخلق انطباعا سلبيا لدى الآخر، فهذه المسؤولية تحتم على كل مواطن استشعارها وتقدير جهود الدولة ومنجزاتها الحضارية من خلال الوعي بها والالتزام بالضوابط والقوانين أينما وجدت.