الحضور الفني اللافت لفريق النصر في مباراتيه أمام الشباب أمر يستحق عليه الثناء، فالفريق أظهر وجهاً مغايراً عما كان عليه في لقاءات دوري زين وكأس ولي العهد، وارتفع الانسجام لدرجة مكنته من التغلب على الشباب في المباراتين.
هذا التحسن الفني الذي تابعناه ميدانياً، والروح القتالية التي بدت واضحة على لاعبيه، لا أراها سبباً مقنعاً في رفع مستوى التفاؤل لدرجة تتخطى ما ينتظره مساء الثلاثاء في مواجهة الفتح، صحيح لا يختلف اثنان حول الانضباطية التي كان عليها اللاعبون، وتفاعلهم الجيد خلال المباراتين، إلا أن المبالغة كثيراً كما تابعنا عبر وسائل الإعلام، منذ تأهله لمباراتي النصف نهائي، وإعلان البعض عودة النصر لمنصات الذهب بمجرد تخطيه فريق الشباب، لا أراها تصب في مصلحة الفريق وأنصاره قبل مباراتي الفتح الصعبتين.
نعم سيواجه النصر امتحاناً صعباً أمام الفتح يتطلب بذل قصارى الجهد من أجل الإطاحة بفريق يمتلك طموحات عالية، وشخصية فنية تستحق الإعجاب، ولن يشفع للنصراويين ما قدموه أمام الشباب من تميز، إلا إذا استمروا في البحث عن تقديم الأفضل، وأبطلوا خطورة منافسهم الفتح، الذي يجيد لاعبوه اصطياد منافسيهم بكرات مفاجئة، غالباً ما حقق المراد منها، ولعل ما حدث للاعبي الاتفاق في المواجهتين السابقتين دليل على ذلك.
حظوظ النصر والفتح للحضور في المباراة النهائية أراها متساوية عطفاً على ما يقدمه الفريقان من عطاء فني في الفترة الحالية، خصوصاً وهناك مواجهتان في الرياض والأحساء، تحتمان على الفريقين، أخذ الحيطة والحذر من عواقب مكلفة قد تطيح بأحدهما باكراً، وتمنح الآخر دفعة معنوية تعزز من حظوظه في الحضور في النهائي الكبير.