قد يتبادر للرائي في الوهلة الأولى أن السيارة التي غُطيت بقطع القماش البالية هذه هي للمحافظة على محتوياتها الداخلية لحين الانتهاء من إصلاحها، ولكن في الواقع هي مأوى لشاب تقطعت به السبل في هذا المكان بالقرب من مواقف النقل الجماعي بخميس مشيط عندما تعرضت مكينة السيارة للتلف بسبب عمله عليها في إيصال المشاوير.

سد الحاجة

ورصدت «الوطن» على مدى أربعة أيام هذا الشاب وهو لا يفارق سيارته إلا لبعض الوقت لشراء ما يسد حاجته مما يجده من أهل الخير أو مما يأخذه من الكدادين الذين يعرفهم بسبب عمله معهم في السابق بهذا الموقع.


تخبط المكينة

وحسب ما رواه أحد الكدادين والذي فضل عدم ذكر اسمه، قال «منذ قرابة الستة أشهر لوحظ هذا الشخص يتردد إلى مواقف النقل الجماعي، وبمجرد أن يجد له زبونًا يأخذه ويمشي لكنه لا يجتمع معنا ولا نراه إلا في سيارته لحين إيجاد مشوار فيوصله ومن ثم يعود إلى مكانه، وعلى هذا الحال منذ عرفناه تجده طوال الوقت في سيارته لا يجتمع مع أحد، ومنذ قرابة الأربعة أشهر توقفت سيارته في هذا المكان، ولم نعد نراها تغادره، وبعد فترة قام بتفكيك الصدامات حتى أصبحت بوضعها الذي تشاهده الآن، وما نجهله هو لماذا فعل ذلك بسيارته رغم أنها كانت بحالة ممتازة، ولكنه في يوم من الأيام استيقظ من نومه وقام بدون أي مقدمات وحطم السيارات التي تقف بجوار سيارته بدون أي سبب فبادر أصحاب السيارات بتحريك سيارتهم من القرب منه دونما الاشتباك معه واتضح لاحقًا أنه شعر بالإزعاج من تواجدهم بجواره وهو نائم».

اقترب مراسل «الوطن» من هذا الشاب وهو بداخل سيارته وتحدث معه فلم يزد عن قوله: إن مشكلته هي "تخبط" مكينة سيارته وأن الله سوف يزينها من عنده وأن له جماعة كثر في المنطقة، ولكنه يستحي أن يمد يده إلى أحد منهم ولم يزد على ما قاله بشيء وأدار ظهره ودخل سيارته.