الوقوف عند هذا المفترق هو قدر لا بد أن نمر فيه في أثناء مشوار الحياة، شئنا أم أبينا. محطة صعبة في حياتنا، والأصعب أن نقف طويلا لنختار.
كل ما علينا أن نفهم معنى مفترق الطرق أولا. بمقدور الإنسان أن يتوقف ويفكر في الطريق الذي سيسلكه، لكنه لا يهدر وقتا طويلا في التفكير، وإلا فإنه لن يبرح مكانه على الإطلاق. قائد الطائرة (الكابتن) حين يحدد الوجهة (المطار) التي يريد الوصول إليها، فعليه أن يراجع خطة الطيران التي يتم بها تقدير وحساب جميع الافتراضات والمتطلبات الملاحية والفنية، وعليه التواصل مع مركز التحكم أو متابعة الرحلات الجوية (برج المراقبة) الذي سوف يحدد الارتفاع وتغيير خط السير بناء على الأحوال الجوية.
قائد الطائرة عرف وجهته وتكيف مع التغييرات في أثناء تحليق الطائرة، فهل هناك من يتوقع ماذا سيحدث في الطريق الذي سوف يسلكه؟.
إنه تحديد الهدف. إنه التخطيط الإستراتيجي في حياتنا. صحيحٌ يقال: «من سار على الدرب وصل»، ولكن الوصول يكون وصولا للغاية لا للنهاية، وكم من أناس وصلوا، لكن إلى نهاية مختلفة عما كانون يتمنون.
ليس عيبا حين تقف عند مفترق الطرق في الحياة، أينً كان هذا المفترق، أن نبحث عن المساعدة، والاستماع للآخرين هو أهم وسيلة للمساعدة، لذلك نسأل هؤلاء الذين سبقونا بالطرق، ونستمع إلى تجاربهم وآرائهم، وكما يقال «ما خاب من استشار».
مفترق الطرق ليس على الأماكن، بل يشمل كل المواقف التي يمر بها الإنسان في تفاصيل حياته. كم هو صعب على الإنسان اتخاذ القرار، فعند مفترق الطرق عليك الاختيار وإكمال المضي قدما، فلن تستطيع التوقف والانتظار، وإن طال الانتظار كأنك تنتظر المطر في فصل الصيف، إذ يكون نزوله مستحيلا إلا بمشيئة الله. ليس العيب أن تفشل، ولكن العيب أن تستمر في الفشل، أو تسلم بأن الفشل جزء لا يتجزأ من شخصيتك، فالفشل طريق النجاح، والاعتراف بالفشل حافز قوي للنجاح.
ليس هناك طريق صحيح يلبي كل توقعاتك وطموحك، فالنجاح نسب مئوية متفاوتة، والرضا قمة النجاح. هل أنا في الاتجاه الصحيح؟ سؤال يجيب عنه أولئك الذين يشعرون بالسعادة حين وصولهم إلى وجهتم ويحققون هدفهم. جميل وجميل جدا أن نعلّم من حولنا كيف يحددون هدفهم وكيف يصيغونه وكيف يبدأون في تنفيذه.
سرني ذلك الشاب الطموح في المرحلة الثانوية الذي صاغ هدفه، والذي نصه «السعي للقبول في كلية الطب والحصول على شهادة التخرج من الكلية بعد خمس سنوات».
هدف طبق معيار «سمارت» الذي يعبر عن خمسة مصطلحات. وفي الختام.. تحديد الهدف وصياغته على معيار «سمارت» هو الكشاف المضئ الذي يحدد أين اتجه؟.
سوف يصل الإنسان إلى الوجهة التي لا يريدها حين لا يعرف أين يتجه، فكل الطرق تؤدي إلى هناك. أعجبني «النجاح = 20% مهارة و80% تخطيط إستراتيجي»، و«قد تعرف كيف تقرأ، لكن الأهم ما الذي تخطط لقراءته؟».