هو كالضيف الذي يزورك من بعد مدة طويلة، فما عليك أنت أيها الإنسان إلا الأحسان والتقدير والمحبة لهذا الضيف واحترامه أيضا، لكن رمضان هذه السنة غير السنة التي قبلها! في هذه السنة امتلأت المساجد بالمصلين، ورفعت أصوات التراويح، واستبشر الناس في هذا الشهر الفضيل، ولكن هناك من يعرف هذا الشهر على أنه شهر نوم النهار كاملا والاستيقاظ قبل الإفطار بساعة أو ساعتين.
وهناك من لم يترك عادة يومية يفعلها كسماع الأغاني، وهناك من يقضي أغلب وقته يقلب بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك من يهجر القرآن في ذلك الشهر الفضيل، وهناك من يسرف في عمل الأطعمة والأشربة التي لا نعرف أحيانا أسماءها ولم يأكلها، فقط تضع على المائدة ثم ترمى، وهناك من يصور مائدة الطعام ليراها البعض!
لا تجعل تلك السلبيات في هذا الشهر الكريم تطغى على ما فيك من إيجابيات.. نم ولكن بالحدود المقبولة، اقرأ ما تيسر لك من القرآن ولا تهجره، تفقد إيميلاتك ومواقعك ولكن لا تعطيها أكثر من وقتها، اطبخ وكَل ولكن بالحدود المقبولة التي تشبعك ولكن لا ترميه لأن تلك النعمة التي ترميها أنت، هناك من يتمناها في مكان آخر. اترك تصوير مائده طعامك في هذا الشهر؛ لأن هناك من يراك ويحزن لأنه يحتاج القليل ليكسر به صيامه! علينا نحن المسلمين أن نحمد الله ألف مرة على ما منحنا الله من نعمة، منحنا عُمر لبلوغ هذا الشهر الفضيل من بعد جائحة كورونا التي حصدت معها آلاف الأرواح التي كانت تنتظر هذا الشهر بفارق الصبر كي تحسن ضيافته.
من أجمل العبارات التي قرأتها عن رمضان.. أن في رمضان أغلق مدن أحقادك، واطرق أبواب الرحمة والمودة، فارحم القريب، وود البعيد، وازرع المساحات البيضاء في حناياك وتخلص من المساحات السوداء داخلك، وقيل أيضا شهر رمضان هو التحدي الأكبر بحق لامتحان الإرادة البشرية في الصيام والقيام وعمل الخير وتنقية النفس من أخطائها الكثيرة.. رمضان «هالسنة» غير، فأجعل يومك غير.