جسد الشاب عبدالمجيد شاهد الدهمشي العنزي (28 عاما)، أروع مواقف النبل والإنسانية عندما بادر بالتبرع بإحدى كليتيه لإنقاذ حياة فتاة يتيمة الأبوين، لا يعرفها ولا تربطه بها أي صلة أو قرابة، تعاني من فشل كلوي مزمن، قائلا إنه لا يبغي من وراء ذلك سوى الأجر من الله، وذلك بعد أن سمع عن حالتها ومعاناتها مع الغسيل الكلوي لسنين عدة.

وقرر الشاب أن ينهي تلك المعاناة وينقذ حياتها ويجعلها تعيش حياتها الطبيعية كغيرها لتتم بعد ذلك عملية التبرع بكل نجاح بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، وليست هذه المرة الأولى التي حاول فيها الدهمشي القيام بمثل هذا الموقف، فقد سبق وأن حاول المبادرة بالتبرع لإحدى قريباته، والتي تعاني من الفشل الكلوي ولكن بعد إجراء التحاليل لم يتم التطابق وتعذر عليه التبرع لها.

وقال الدهمشي لـ«الوطن» إن القصة بدأت عندما لفت انتباهه نداء استغاثة لفتاة يتيمة الأبوين مريضة فشل كلوي بحاجة إلى متبرع، ووجدت برفقة النداء رقم التواصل «الجوال»، وكذلك فصيلة الدم للتطابق، فتملكني وقتها شغف كبير بأن أكون أنا ذلك المتبرع لإنقاذ تلك الفتاة اليتيمة وأكسب الأجر من الله، وأعيد الحياة لجسدها من جديد.


وأضاف: «تواصلت مع عائلة الفتاة وأبلغتهم برغبتي بالتبرع وبادروني بالشكر وصادق الدعوات، وبعد شهر تقريبا تواصلوا معي مرة أخرى، وسألوني عما إذا كانت الرغبة باقية في التبرع، فوافقت على التبرع للفتاة، ومن ثم وصلتني رسالة من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، وتواصلت كذلك مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وبعد تقريبا 10 أيام حضرت أنا والأخت المتبرع لها، وقمنا بالتحاليل اللازمة لتأكيد التطابق حتى وصلتني رسالة بالموافقة النهائية على إجراء العملية وتحديد موعدها، وتم إجراء العملية بنجاح».