دور الـ16 في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا قد جعل النقاد أكثر سروراً، نرى الآن أداء خططياً أروع ومستوى جيدا في اللعب وعددا غير قليل من الأهداف على نحو يدعو للدهشة.

تغلب المنتخب الألماني على نظيره الإنجليزي 1/4 كما فاز المنتخب البرازيلي على نظيره الشيلي 3/صفر وفازت الأرجنتين على المكسيك 1/3، وسيكون الوضع أفضل في دور الثمانية حتى وإن لم يشهد مثل هذا الكم من الأهداف، وذلك لأن المرشحين للفوز باللقب سيصطدمون ببعضهم البعض في دور الثمانية.

يشهد دور الثمانية مباراة تبشر بمواجهة كلاسيكية بين منتخبي الأرجنتين وألمانيا، وتكرر هذه المباراة المواجهة بين الفريقين بعد أربع سنوات من مباراتهما في دور الثمانية لمونديال 2006 بألمانيا والتي انتهت بفوز المنتخب الألماني بركلات الجزاء الترجيحية.

ولم يخطئ المنتخب الأرجنتيني بقيادة مديره الفني دييجو مارادونا في أي خطوة له بالبطولة حتى الآن، ويؤدي كارلوس تيفيز وجونزالو هيجوين دورهما فى هجوم الفريق بنجاح، ورغم فشل ليونيل ميسي في تسجيل أي هدف حتى الآن، لكنني أراه بشكل أفضل مما يراه معظم النقاد بالأرجنتين، مهارة ميسي الرائعة هي التي تخلق المساحات للاعبين الآخرين.

ورغم ذلك، لا أرى بالضرورة أن المنتخب الأرجنتيني سيكون صاحب اليد العليا في هذه المواجهة. إنها مباراة متكافئة بنسبة 50 إلى 50% بالنسبة لي. المنتخب الألماني يلعب بشكل جيد للغاية. هناك كثير من التحركات في أداء الفريق سواء بالكرة أو دونها. باستيان شفاينشتيجر ومسعود أوزيل وتوماس مولر من النجوم في كأس العالم الحالية. الاستحواذ على الكرة والتحرك باستمرار والنظام هو الأسلوب الذي رأيناه بالفعل في بايرن ميونيخ.

إنه شيء جيد أن المنتخب الألماني يضم كتلة من لاعبي بايرن تتمثل في فيليب لام وشفاينشتيجر ومولر وميروسلاف كلوزه.

والمنتخب الإسباني هو المرشح الأقوى بالتأكيد في مواجهة باراجواي. بطل أوروبا يقدم الآن كرة قدم متكاملة ولكنه يعاني من حقيقة مهمة وهي أن مهاجمه فيرناندو توريس لم يصبح مصدراً مضموناً لتسجيل الأهداف بعد ابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابة.

وما زالت الفرصة سانحة أمام توريس ولكن زميله ديفيد فيا نجح في سد هذه الثغرة. ولم يظهر منتخب باراجواي حتى الآن أن لديه نفس الإمكانات الهجومية رغم أنه يمتلك بين صفوفه مهاجمين بارزين هما روكي سانتا كروز ولوكاس باريوس.

وتكمن الفرصة الأساسية أمام باراجواي في ميل المنتخب الإسباني أحيانا إلى المبالغة في التمرير.

في كرة القدم، المهم هو الأهداف وليس عدد التمريرات المتتالية في أي لعبة. وهو شيء أدركه المنتخب الإسباني من خلال هزيمته الصعبة صفر/1 أمام سويسرا. ولكن الطريقة التي تغلب بها المنتخب الإسباني على الدفـاع البرتغـالي، حيث حقـق الفـوز 1 / صفر، كانت رائعة. لم يسمح المنتخب الإسباني لنفسه بالتوتر والعصبية ونال في النهاية هدف الفوز عن طريق فيا.

وهنا يجب أن أتساءل عما حدث لكريستيانو رونالدو؟ هل كان السبب هو الموسم الطويل للغاية الذي قضاه في الدوري الإسباني الذي يتنافس فيه 20 فريقاً ففقد اللاعب كثيرا من طاقته، أم إنه الضغط الذي يعانيه في ريال مدريد؟

لن يكون على أي حال أفضل لاعب في العالم لهذا العام. ورغم ذلك، أثق في أنه سيظهر مستواه العالمي الحقيقي في ريال مدريد تحت قيادة مديره الفني الجديد جوزيه مورينيو.

وشعرت بالارتياح أيضاً من تحسن مستوى أداء الحكام رغم الخطأين القاتلين (من خورخي لاريوندا وروبرتو روزيتي) حتى وإن كان أحد الخطأين أفاد ألمانيا. يجب أن أعترف أنني كنت حزيناً على المنتخب الإنجليزي لعدم احتساب الحكم هدف فرانك لامبارد.

ليست هناك أي مقارنة مع هدف ويمبلي الشهير في نهائي مونديال 1966 أمام منتخب ألمانيا الغربية. فالأمر مازال مثيرا للجدل حتى الآن عما إذا كانت الكرة عبرت خط المرمى أو لم تعبره من تسديدة جيف هورست عام 1966 رغم ما أظهرته تقنيات الكمبيوتر من أنه لم يكن هدفاً. تسديدة لامبارد التي تجاوزت خط المرمى كانت أكثر وضوحاً.

وحتى الهدف الذي سجله تيفيز من وضع تسلل للمنتخب الأرجنتيني في شباك المكسيك كان من السهل رؤيته خلال اللعبة. إنه شيء يجب أن يلاحظه الحكم أو مساعده. لست بحاجة إلى مساعدة تقنية لذلك. ورغم ذلك أشعر بالسعادة، لأن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا يريد فتح باب المناقشة مجدداً فيما يتعلق باستخدام الإعادة التلفزيونية أو الكرة الذكية. كما يثور الجدل حول إمكانية تعيين حكام إضافيين خلف المرميين. وكل ما سيساعد في عدالة قرارات الحكام سيكون جيداً لكرة القدم خاصة مع زيادة تعقيدات اللعبة.