لم تعد الألعاب الاستراتيجية والحروب الافتراضية حبيسة أجهزة آي باد وبلاي ستيشن وإكس بوكس أو الكمبيوتر المكتبي أو المحمول، بعد أن استنسخت شركة محلية إحدى تجارب الترفيه الأميركي لعبة بينتبول "كرات الطلاء"، وتعد اللعبة الأولى من حيث سرعة الانتشار دولياً والثانية كأكثر لعبة إثارة، من خلال أنواعها المختلفة التي تستمر في بعض الأحيان ببعض الدول لأكثر من ثلاثة أيام في غابات مفتوحة.
وفي الوقت الذي تعاني فيه مدن الترفيه المحلية من التقليد ووجود نسبة كبيرة من الألعاب التي تناسب في مجملها فئات الأطفال مع نسبة قليلة منها تناسب الشباب، حظيت اللعبة الجديدة بانتشار واسع بين الجنسين من مختلف الأعمار على الرغم من ارتفاع سعر تذاكرها التي تتراوح بين 250 ريالا للساعة و550 ريالا للساعتين.
ويقول الشريك التنفيذي للشركة المنفذة للعبة ربيع بسيسو: بدأنا نشاطنا في المملكة منذ 9 أشهر في جدة والرياض، ولاقت اللعبة انتشارا واسعا بين فئات المجتمع من مختلف الأعمار من الجنسين، مشيرا إلى أن اللعب يتطلب الحجز المسبق وتجميع فريق من 10 إلى 20 لاعبا يقسمون إلى فريقين في مساحة ملعب بحجم 1500 متر مربع، وللاعبين الحرية في ممارسة واحدة من 10 ألعاب منها لعبتا الاستبعاد والعلم التي تمارس في بطولة كأس العالم، بالإضافة إلى لعبة الدكتور والجاسوسية وحماية الهدف وإيصال الهدف للقلعة ولعبة احتلال قلعة الفريق الآخر.
وعن وجود مشاركات سعودية في البطولات العالمية، أوضح بسيسو أنه لا توجد مشاركات عربية أساسا في مثل هذه البطولات، كما أنه لا يوجد اتحاد عربي لهذه اللعبة المنتشرة في دول العالم، حيث تتخذ بعض الدول غابات كاملة كموقع لممارسة هذه الألعاب، ويستمر اللعب فيها لمدة تتجاوز ثلاثة أيام بحسب بعض أنواع اللعب، مشيرا إلى أن الشركة تستعد حاليا للتحضير لبطولة على مستوى المملكة. وأوضح أن ما يميز الملاعب عن بعضها هو نوعية الأرضية المستخدمة والخامات والحواجز والمسدسات وكرات الطلاء، مؤكدا أن ملاعب الشركة وأرضياتها والحواجز مستوردة من أميركا، كما أن كرات الطلاء والمسدسات هي المستخدمة في بطولات العالم.
ويقول رئيس الشركة الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، الذي يمتلك سلاحه الخاص فيها، تمتاز "بينتبول" بعدة مميزات، أهمها أنها تعد إحدى وسائل تعلم الرماية، وقد أوصانا ديننا الحنيف بتعلم الرماية والسباحة وركوب الخيل، وتتراوح أعمار اللاعبين في تلك اللعبة بين 10 و40 عاما للجنسين، وتقضي على أوقات الفراغ، كما أن لها فوائد في اللياقة البدنية وبناء الشخصية والمهارات التخطيطية وتنمية عمل الفريق الجماعي.
ويعود بسيسو ليؤكد أن الشركة تملك حاليا 6 ملاعب في الرياض وجدة، كما تبيع المعدات، حيث يتراوح سعر الملابس التي تقي من قوة ضربات المسدس التي تصل سرعتها إلى 285 كلم بالساعة، بين ألف و4 آلاف ريال للبدلة الواحدة، فيما يتراوح سعر المسدسات بين 4 آلاف و15 ألف ريال للمسدس الواحد. ويتراوح سعر القناع بين 500 و1500 ريال، والكفوف بين 300 و1000 ريال، والسترات الواقية بين 500 و1500 ريال، مبينا أن قيمة التذكرة تغطي جميع المعدات، وبإمكان اللاعب شراء معداته الخاصة به.
وأوضح بسيسو أن اللعب لمدة 5 دقائق داخل الملعب يوازي الجري 5 كيلومترات، حيث إن الملابس محكمة الإغلاق مما يسبب التعرق الذي يعتبر مناسبا للباحثين عن اللياقة البدنية، مشيرا إلى أن هناك أشخاصا يزاولون اللعبة بشكل يومي من الجنسين. وأكد أن الإقبال الأكبر في جدة للشباب، بينما الإقبال الأكبر للفتيات بالرياض، وأنه لا يجري الحجز للجنسين معا، حيث يضم الموقع ملعبين لا تؤجر بنفس الوقت إلا لجنس واحد وفي حال وجود عائلات يحجز الملعب الثاني لعائلات أو يبقى فارغا حتى انتهاء اللعبة.
وعن الأسعار أوضح بسيسو أن أسعار اللعب بدول الخليج والشرق الأوسط أغلى من أميركا والدول الأوروبية التي تستغل مساحات كبيرة مهملة وبعيدة عن المدن لبناء تلك الملاعب، أما في المملكة فنشتري أراضي كبيرة في مناطق غالية الأسعار وتصلح لبناء مشاريع تجارية، كما أن أسعار المعدات الجيدة مكلف أيضا.
ويقول سلطان السميري أحد مستخدمي اللعبة الذي حضر مع عائلته لممارسة اللعبة في العيد: إن الملاعب واسعة واللعبة مثيرة جداً وتقرب أفراد العائلة من بعضهم البعض، وتعلو الابتسامة على الوجوه فهي أيضاً فرصة جيدة لتصفية الحسابات بطريقة غير مؤذية. وأضاف: ما ينغص اللعبة هو أن أجواء جدة الرطبة مع الملابس المغلقة في صالة مفتوحة تزيد الإحساس بالحرارة مما يتسبب في تعرق كبير، بالإضافة إلى أن التنفس داخل القناع يجعل الرؤية صعبة بسبب الضباب الذي يتكون على زجاج الخوذة، وبعض الكرات تلتف يمينا ويسارا بعد إطلاقها بدلا عن التوجه للهدف. ويدافع بسيسو قائلا: توجد ملاعب مكيفة وأخرى مفتوحة ولكن النتيجة واحدة إلا أن اللبس محكم الإغلاق والحركة يؤديان إلى التعرق، وهو مطلب لمحبي اللياقة البدنية، وبالنسبة إلى صعوبة الرؤية فالعمال في الشركة يرشون الأقنعة بمادة مضادة للتكثف في وقت الاستراحات، ولا يمكن اللعب من دون الخوذة لأن الكرات لو أصابت الرأس من الممكن أن تسبب إصابة مؤذية، فيما أن المادة داخل الكرة لا تؤذي حيث إن 90% منها ماء، وبالنسبة إلى التفاف الكرات أكد أن الكرات هي نفسها التي يلعب بها في مباريات كأس العالم، ولكن من الممكن أن يؤثر جو جدة الرطب على ميزان الكرات.