هناك نوع من النمطية الشائعة لدى بعض الأفراد في مجتمعاتنا، ذات التقاليد والأعراف لدى بعض أفراده، بأن المرأة لها طموحات تخفيها أجندات غير سويّة، للسيطرة على المشهد الاجتماعي والاقتصادي، وعلى القرار الأسري والهيمنة على الواقع الإنساني لصالحاها.

والحقيقة أن هذا الاعتقاد نابع من ندرة كميّة ونوعيّة في الحوار، بين مكوّني المجتمع المرأة والرجل، حوار جاد ومنفتح وهادف. المرأة اليوم وبعد أن غادرنا منذ أيام يومها العالمي، ثم زارنا عيد الأم، وهي المرأة الوالدة والزوجة، هذه المرأة تسعى من خلال مشاركتها الاجتماعية والاقتصادية، إلى وضع مجتمعها في إطار أكبر من المعاني الخالدة للرحمة والمودة والحب، وليس للمرأة السويّة المثقفة الواعية الناضجة، صاحبة العقل الراجح، أي أطماع تنتهي بالاستحواذ على دور الرجل، وعلى مكانته الاجتماعية الراسخة في تربيتنا وثقافتنا ووعينا وديننا.

ولأجل هذا المنحنى الواعي من التفكير، ألفت انتباهنا اجتماعياً، إلى أن قوة هذا الحدث «يوم المرأة العالمي»، هي قوة إسناد للرجل أباً وزوجاً وأخاً وابناً وحتى حفيداً.


اليوم العالمي للمرأة مناسبة لتذكير المرأة بدورها الصحيح في المجتمع، أكثر من كونه يوم تكريم، فالمرأة تستحق التكريم، ولكنها أيضاً تستحق أن تعي دورها الصحيح في مجتمعها، فوعيها ذاك هو الدليل على نجاح يوم المرأة العالمي فكراً وثقافةً وموقفاً. ومن هذا المنطلق، نعم فلنكرّم المرأة في يومها لكي نؤكد على ضرورة تكريمها في كل الأوقات، ولكن لنكرّمها أيضاً لنعيد تذكيرها في يومها السنوي، بحقيقة واجباتها وأن مهامها في المجتمع هي مهام جادة وصعبة، وعليها أن تضطلع بتلك المهام بشجاعة وعزيمة، جنباً إلى جنب مع الرجل دون أن تَنْقُضْ في خطواتها، تلك حقائق قوامة الرجل كزوج وأب، لأن هذا يحميها أكثر، ويسعدها أكثر، ويسندها لتأدية دورها كاملاً بشكلٍ أفضل.

فلتكن النساء عاملات دون كلل، وليخُضنَ التجارب العملية التي تتناسب مع طبيعتهن، وليطرُقنَ أبواب كل الأعمال النافعة دون استثناء، وليكن المجتمع رجالاً ونساءً متفهماً لضرورة مشاركة المرأة، متوافقاً مع وجودها في ميدان الجهد والجد، بروح القبول المبني على احترام الطرفين، لموروث العلاقة الخاصة التي تحكم تنظيم هذا الاندماج الإنساني، بعيداً عن إطلاق الاستنتاجات الخاطئة، المبنية على خلفيات تربوية وثقافية غير سديدة.

أيتها المرأة كوني كما يريد لكِ المجتمع ويأمل، وثقي أن الأفعال الصائبة ستكون دوماً هي الصانعة لإنجازاتك، ولن تتركك تلك الممارسات السديدة، إلا سيدةً يحترمها الجميع، ويصغي إليها الجميع، ويسعد بدورها القاصي والداني.