قد أكون نادماً على طلب رئيس نادي الشباب في إحدى المناسبات إطلاعي على الرسائل التي تحدث عنها وأنها تحتوي على ابتزاز من ثلاثة صحفيين له طلبوا مالاً مقابل كيل المديح لنادي لشباب والتوقف عن مهاجمة الرئيس والنادي.

قد أكون نادماً لأن هذه الرسائل بعد اطلاعي عليها كشفت لي الوجه القبيح لهؤلاء, وكيف الإنسان يبيع مهنيته بهذه الطريقة, وأن الوجه الإعلامي الحسن في الفضائيات ومواقع التواصل والزوايا الصحفية ما هي إلا أقنعة واهية سرعان ما تقع عبر رسالة جوال لرئيس نادٍ.

أحد هؤلاء تفنن برسائله بين استجداء واستعطاف وإرسال الآيبان مع الاسم الكامل وبين تهديد وترغيب في الدفع!

أعلم أن هؤلاء الإعلاميين ليسوا ملائكة وأنهم ينساقون خلف الشيطان أحياناً كما ينساق غيرهم, وأننا كلنا خطاؤون وأنا أولهم, لكن المكابرة والاستمرار ولهجة التحدي لا تفيد في هذه الحالة, ولو كنت شخصياً أحد هؤلاء الثلاثة (لبلعت العافية) وتوقفت واستغفرت لذنبي وعدت لرشدي, لكن الله خلق الناس وخلق لهم عقولاً متفاوتة والحمد لله على نعمة العقل ونعمة النفس اللوامة التي لا يقدرها سوى من تنعم بمحاسبة نفسه عن الأخطاء والزلل.

أيضاً, كنت أتمنى من رئيس نادي الشباب ابتزازهم العكسي – ولا أعلم هل فعل أم لا – بأن يتوقفوا أو تتم شكواهم لجهات الاختصاص, دون نشر ذلك فضائياً والاكتفاء قضائياً.

هناك من يقول: كان على البلطان الدفع لهم والاستمتاع – بدندنة – هؤلاء في الإعلام والتغني بإنجازات الشباب ورئيسه وكما يقال (اللي تعرف ديته اذبحه).. وأنا لست ضد هذا إن كان حلالاً شرعياً ولست مفتياً.. فما أجمل أن ترى إنساناً رخيصاً لتثمن بقية الأشخاص الأنقياء.. فهذه سنة الحياة.. هناك الرخيص وهناك الغالي.. هناك العالي وهناك من ينزل نفسه, هناك الصالح وهناك الطالح.. وهناك مؤمن وهناك كافر.. فلا ندعي المثالية.. ولولا وجود هذه النماذج لما كانت هناك جنة ونار.. ولما امتلأت المحاكم بنزاعات البشر.