وفيما لاقى المقطع والصورة تفاعلا كبيرا، وتم تداولها على مختلف مواقع التواصل، مع اختلاف الآراء بين مؤكد لصحة الصورة والرواية، ومن يكذبها جملة وتفصيلا، أكد عدد من المصورين المحترفين لـ«الوطن» أن الصورة غير صحيحة، وجرت عليها تعديلات عبر برامج تعديل الصور بتركيب صورة غير حقيقية لرأس يشبه رأس الإنسان مغطى بالشعر، على جسد حيوان أقرب ما يكون إلى الكلب.
المشع
قال عبدالله جمعان الزهراني معلقا على الصورة والرواية المثارة حولها: «نعم، هذا هو نباش القبور، وأيضا المشع، ينبش، وهو حيوان يشبه القط لكنه أطول وأكبر ووجهه وجه قط، أما الحيوان الظاهر في الصورة، فهو مركب له وجه مختلف بالفوتوشوب».
وقال أحمد: «كنا نسمع عن نباش القبور من الأولين، الذين كانوا يقولون للقبور- أحكم الصلي المشع لا ياكل الجثة- والمشع حيوان صغير ونحيل ينبش القبور، ولما سألت قالوا يشبه الحصيني ولكنه أنحف وأطول، والصورة، سبحان الله، شكله عجيب، سبحان الخالق».
وكذلك أكد سلطان بن فهد صحة الصورة قائلا «حقيقي، والاسم المعروف لدينا نباش القبور، ويوجد بجيزان ومناطق الجنوب بالمملكة».
أما عبدلله سعد، فقد اختلف مع المصدقين للصورة والرواية حيث قال: «ما فيه شيء اسمه نباش القبور، لازم يكون له اسم علمي، العلماء حتى الحشرات المنقرضة جابوا أسماءها، هذي فوتوشوب».
وقال سعد الدويدي: «نباش القبور بحسب كلام أجدادنا شبيه الإنسان في الوقفة، أي أنه يقف على رجلين اثنتين، ولم يقولوا إنه يقف على أربع أرجل، وشبيه الحيوان، لم أره بل سمعت من أجدادنا أنه يشبه الإنسان في قامته وله رجلان ما هي أربع مثل الحيوان، وقالوا إنه يأخذ الجثة، ونباش القبور في هذا الزمن هو، السعلوة، حيوان هجين ويطلق عليه الشيب هذا في شمال السعودية وفي العراق».
بدوره، أكد حمزة الغامدي وجود حيوان باسم نباش القبور إلا أنه كذب صحة الصورة، وقال «هذا الحيوان اسمه نباش القبور، والصورة غير حقيقية لكن الصوت حقيقي 100 %».
وقال علي محمد البشري «أعتقد أن عليه تعديل بالفوتوشوب وما يسمى نباش القبور شكل رأسه يختلف تماماً، وهو أقرب إلى الضبع باختلاف اللون وكبر حجم الرأس».
مخلوق غريب
أجرت «الوطن» بحثا رصد تكرر الروايات حول هذا الحيوان في مناطق المملكة في الجنوب بدءا من الباحة وعسير ونجران واليمن، وظهرت له عدة مقاطع فيديو كمنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، مع الإشارة إليه على أنه مخلوق غريب الشكل، وأن مهمته نبش القبور، والبعض كان يشير إلى أن ما يقال عنه سمعوه من الأجداد، وكانوا يعتقدون أن هذه قصص أسطورية تعد من أساليب تخويف الأطفال لمنع خروجهم من المنزل.
ويعد حيوان «نباش القبور» من أكثر الأساطير غرابة، ودارت حوله كثير من القصص والروايات الغريبة والشبيهة بقصص الجن والخيال، فالبعض يصفه بأنه «مخلوق غريب الشكل وأن مهمته هي نبش القبور»، والبعض يشير إلى أنه مجرد أسطورة توارت من الأجداد، وأنهم كانوا يستعملونه في تخويف الأطفال لمنع الخروج من المنزل، ويعده البعض أحد الألغاز الغامضة التي لم يعرف حلها حتى الآن».
ويطلق على هذا الحيوان عند العرب اسم «السعلوة»، وهو وحش مفترس، يعيش في الجبال والصحراء والأماكن النائية الموحشة، ويسمى أيضا «المخلوف» في بعض المناطق في المملكة، وقد اشتهر بحفر ونبش القبور بسبب حاسة شمه القوية.
تصنيف السعلوة
لا يصنف «السعلوة» حيوانا رسميا مصنفا عالميا من قبل علماء الحيوان، بل هو اسم دارج يطلق على مخلوق غامض يهاجم السكان في القرى والمدن، ويعده البعض حيوانا هجينا بين الذئب والثعلب والكلاب البرية وحيوان ابن آوى، حيث يصفه بعضهم بأنهو «يشبه الذئب أو الثعلب أو الكلب ويتمتع بصفاتهما ويشبههما في الشكل ويتميز بسرعته وسواد اللون، وأذناه كأذني الثعالب، وقدماه الأماميتان قصيرتان عن الخلفيتين، ويتميز بالذكاء والمكر وعدم الخوف من البشر، وقدرته الكبيرة على الاختباء والترصد».
وهناك من يصفه بـ«الحوار» أي «الجمل الصغير» ويعيش في المناطق المنخفضة والسهول، ويقال إن له عنقا طويلا وأنيابا كبيرة وحادة يستطيع أن يفترس الإنسان دون تراجع أو خوف ويصعب التخلص منه أو مقاومته بسبب سرعته وقفزته العالية التي تصل إلى مسافة 3 أمتار في الهواء.
الأساطير حول نباش القبور
تردد اسم نباش القبور في العالم العربي وتعددت الروايات حوله، وعرف عند المصريين بكائن «السلعوة»، وتعددت الروايات حوله، إلا أن معظمها تعود إلى عصر الفراعنة وتدورعن مخلوق يهاجم كل من يحاول اقتحام حرمة المعابد والمقابر ويحميها، وقصص الأهالي عن هذا المخلوق الغامض كانت تأتي في سبيل تخويف الصغار فقط.
حقيقة نباش القبور
يقال إنه حيوان دارت حوله كثير من القصص الأسطورية
يطلق عليه «السلعوة»، وهو هجين بين الذئب والثعلب والكلاب البرية وابن آوى
ارتبط اسمه في مصر بكثير من القصص
مخلوق يهاجم من يحاول اقتحام حرمة معابد ومقابر ملوك الفراعنة يقال أيضا إنه لص يسرق قبور المسيحيين والفراعنة
قيل كذلك إن «السلعوة» امرأة تنزل ليلا لنبش القبور برفقة أختها وتعود متسخة
في تونس ارتبط بالتعنيف الشديد «الطريحة» وهو عقاب أنزل بسارق قبور جراء فعلته
في اليمن يعرف بأنه مخلوق غريب يسكن الجبال ويسرق الجثث المدفونة حديثا
يقال إن بعض اليمنيين يحرسون القبور الجديدة خشية سرقتها