في الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى تعزيز العلاقات مع جيرانها العرب وتستعد لانتخابات مبكرة، من المقرر إجراؤها في أكتوبر، وسط أزمة اقتصادية متفاقمة ووباء عالمي، سلط العرض المشؤوم الضوء على التهديد المتزايد الذي تشكله الميليشيات الموالية لطهران على العراق، حيث قامت مجموعة منها مسلحة بالمدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية بالتنديد بشكل علني وسط بغداد بالوجود الأمريكي في العراق وتهديد رئيس الوزراء.

المحادثات الإستراتيجية

ومن المقرر عقد جولة رابعة لما يسمى بالمحادثات الإستراتيجية العراقية الأمريكية الأسبوع المقبل بعد أن طلبت الحكومة العراقية ذلك، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ضغوط الفصائل السياسية الشيعية والميليشيات الموالية لإيران التي ضغطت على القوات الأمريكية المتبقية لمغادرة العراق.


وستكون المحادثات، التي بدأت في يونيو في ظل إدارة ترمب، هي الأولى في عهد الرئيس جو بايدن.

وعلى جدول الأعمال مجموعة من القضايا، بما في ذلك وجود القوات القتالية الأمريكية في البلاد وقضية الميليشيات العراقية التي تعمل خارج سلطة الدولة.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى مؤخراً إن المناقشات تهدف إلى تشكيل مستقبل العلاقات الأميركية العراقية.

الجماعات المسلحة

وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن ستستخدم الاجتماعات لتوضيح أن القوات الأمريكية ستبقى في العراق لغرض وحيد هو ضمان أن تنظيم داعش «لا يمكنه إعادة تشكيل نفسه» - في إشارة إلى أن الولايات المتحدة تسعى للإبقاء على 2500 جندي أمريكي متبقين في العراق.

وقال المحلل السياسي إحسان الشمري إن العرض العسكري للميليشيات يسعى إلى إضعاف الحكومة وإبراز قوتها.

وأضاف «كما يهدف إلى إرسال رسالة إلى واشنطن مفادها أننا صناع القرار ولسنا الحكومة».

كان معظم رجال الميليشيات في العرض من مجموعة شيعية غامضة تُعرف باسم رابا الله - واحدة من نحو عشرة ظهرت على السطح بعد الضربة الجوية التي وجهتها واشنطن، والتي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني وزعيم الميليشيا العراقية أبو مهدي المهندس في بغداد في يناير 2020.

وقال الشمري عن المليشيات«إنها أدوات تستخدم لأغراض التفاوض والضغط على واشنطن عندما يتعلق الأمر بالملف النووي (الإيراني)»، في إشارة إلى جهود بايدن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى العالمية والذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب في 2018.

الميليشيات الشيعية تهدف إلى:

التحذير من أي محاولة لكبح نفوذ الميليشيات

الضغط على الحكومة لدفع الولايات المتحدة لتقليص عدد قوات التحالف في العراق

إضعاف حكومة الكاظمي وإبراز قوتها