أبدى كثير من المراقبين الأمنيين خوفهم من أن يتحول لبنان لبؤرة أمنية غير منضبطة، وما يعزز تلك الفرضية هو السلاح المتفلت في الداخل اللبناني، والحدود المفتوحة مع سورية، وغياب مؤسسات الدولة، القادرة وحدها على كبح جماح كل ذلك. وتعليقا على حديث بعض الخبراء العسكريين عن احتمال التشبيك بين بعض المنظمات الإرهابية والميليشيات في لبنان، وجعل ذلك منصة مركزية لهم بسبب الفوضى الأمنية وانهيار الدولة، يقول المحلل السياسي منير الربيع، في تصريح خاص: «لقد تحول لبنان بالفعل لنموذج لتصدير الإرهاب بعد أن انخرط شبان لبنانيون في صفوف «داعش»، وآخرون يقاتلون مع «حزب الله» في سورية واليمن والعراق، وبالطبع سيسهم تدهور مؤسسات الدولة في تطوير هذا النموذج».

الانفلات الأمني

هناك تخوف كبير من انفلات أمني قد يحدث في لبنان مع تردي الأوضاع الاقتصادية، خصوصا بعد أن وصل الدولار الواحد إلى 13 ألف ليرة لبنانية، وغياب كامل للدولة، وقدرتها على فرض سلطتها على المضاربين بالعملة وتجار السوق السوداء، والأهم من ذلك القوى السياسية التي تعرقل تشكيل الحكومة، حيث تنتظر الميليشيات اقتناص فرصة ذهبية، للاستفادة من كل ما يحدث على الأرض من فوضى. لذا يقر «الربيع» بأن «لبنان قد دخل في إمبراطورية الفوضى» بقوله: «هي فوضى على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والمالي والمعيشي والسياسي، التي تقود جميعا إلى فوضى أمنية – اجتماعية، والتي بدأت تظهر بوادرها في المشاجرات بين اللبنانيين في السوبر ماركت على أكياس الأرز مثلا، التي ستتكرر كثيرا بسبب عدم تحمل الطبقة السياسية مسؤوليتها السياسية والاقتصادية». ويخيف هذا الواقع اللبنانيون أولا والدول المحيطة بلبنان ثانيا، لأنه قد يؤدي إلى ظهور عصابات ومنظمات إجرامية وإرهابية داخل لبنان، كونها تتكاثر في البيئة غير المنضبطة أمنيا، وهو ما لا ينكر «الربيع» إمكان حدوثه. وأوضح «الربيع» ذلك: «شاهدنا في أثناء التحركات الشعبية بضاحية بيروت الجنوبية قبل 10 أيام انتشارا عسكريا مسلحا لجماعة «حزب الله»، كي تمنع تفاقم غضب الناس، الشيء الذي سينعكس بطبيعة الحال على بقية المناطق التي ستشعر بحاجتها إلى الأمن الذاتي، مما سيقود إلى انفلات أمني معقد نتيجة تحلل ما تبقى من مؤسسات الدولة، والهجوم المركز على الجيش والمؤسسات الأمنية».


منظمات إرهابية

استعجلت إيران في هذه المرحلة التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر تسعير العمليات الأمنية في المنطقة، بدءا بالاعتداء على المملكة العربية السعودية من اليمن، وتصعيدها في العراق ولبنان، وما يؤكد ذلك تحرك «داعش» فجأة في العراق بعد فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن، كي تجبره طهران على الذهاب إلى طاولة المفاوضات، وإحياء حقبة 2015.

كما قد تعمد إيران إلى خلق مجموعات إرهابية وهمية، لتهديد أمن لبنان، واستغلال ذلك في الضغط على خصومها بالمنطقة، وبدأ ذلك بالفعل من خلال تحريض مناصري ميليشيا «حزب الله» ضد أهل طرابلس، والتحذير من وجود خلايا إرهابية نائمة فيها تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي.

القوى السياسية

و ذكر «الربيع» أن هناك استحضارا لبعض القوى السياسية، وتخويفا للبنانيين بتهديد التنظيمات الإرهابية «أي أنهم يخيرونهم بين الأمن أو المطالب المعيشية، وبالطبع سيختارون الحفاظ على استقرار أمنهم، وسيستغل «حزب الله» ذلك، كونه يخاف الآن من الحراك الاجتماعي الحادث في لبنان، وهو قلق من احتمال وقوع انفجار اجتماعي غير قادر على ضبطه، لذلك خياره الوحيد تخويف اللبنانيين».

فوضى لبنان قد تؤدي إلى:

ظهورعصابات ومنظمات إجرامية وإرهابية داخل لبنان وبالدول المجاورة له.

استغلال «حزب الله» لها، كونه يخاف من الحراك الاجتماعي.