شاء الله أن أذهب إلى مدينة الرياض واستعرت سيارة أحد أقربائي في أحد الأيام لأقضي حاجة أتيت لها وكنت منضبطاً بدرجة كبيرة، فسرعتي القصوى هي 90 كلم بأي حال من الأحوال وفي أي مكان (سواء داخل المدينة أو خارجها). والحمد لله أنهيت ما أتيت له وأرجعت السيارة لصاحبها بعد صلاة الظهر شاكراً له على (فزعته)، وغادرت الرياض في رحلة المساء بكل حفاوة وتكريم عائداً إلى جدة. ومضى يومان وفي اليوم الثالث تلقيت رسالة على جوالي من قريبي الذي في الرياض وإذا بها غرامة سرعة قد سجلت على سيارته صباح اليوم الذي كانت السيارة بحوزتي وفي الساعة الـ11:03 وقد كتب لي آخر الرسالة (هذه آخر الفزعة!) فأرسلت له: (هذا أنتم يالسعوديين تطق صدرك وتفزع وآخرها نحصلك بالسجن).
ذهبت أبحث عن مكان تلك الجريمة الشنعاء وتفاصيلها فإذا بها في أحد الطرق التي سرعتها محددة بـ70 كلم وكانت سرعتي 80 كلم فدفعت المخالفة بروح رياضية وبشماتة كبيرة منه طبعا. ولكني حين نظرت إلى أفق الأمر وجدت أن شوارعنا وطرقنا لا تزال سرعاتها القصوى تخضع لموديلات السيارات السبعينية والثمانينية ففي ذلك الوقت كانت البيجو 307 هي أفضل سيارة تتعرض للانقلاب إذا ما حصل انفجار (بنشر) في أحد إطاراتها والآن في هذه السنين نجدها قد تطورت فهي واحدة من أفضل السيارات في عالم السلامة. فعلى سبيل المثال لا الحصر في طريق خريص بالرياض السرعة القصوى النظامية هي 70 كلم وفي معظم الأحيان بسبب الزحمة لا تتجاوز السرعة الفعلية فيه 60 كلم. ولكن في آخر الليل تجد الطريق فاضيا فيتورط السائق بسرعة أعلى من ذلك فيصل إلى حد 100 كلم والتي هي طبيعية على طريق ذي أربعة مسارات خالية إلى حد كبير. فلو أعيد النظر في زيادة السرعة النظامية في ذلك الطريق إلى 90 كلم ومع زيادة الـ10% فقد نصل إلى وضع يريح السائق دون إرهاقه وفي جميع الحالات فإن في أوقات الذروة لن يستطيع أحد أن يصل تلك السرعة. وفي الطرق السريعة كالتي تربط بين الطائف والرياض أو الرياض والشرقية لا تزال سرعتها القصوى هي 120 كلم. فليس من المعقول أن تطالبني بعدم تخطي تلك السرعة لمسافة 800 كلم (أي 9 ساعات من القيادة) فلو كانت السرعة القصوى 130 كلم مع زيادة الـ10% لوصلنا إلى سرعة معقولة يرضى عنها الجميع. ولكي لا يكون ساهر يعمل بنظام المصيدة والفأر. فيتوجب علينا أن نضع كاميرات ساهر على رأس كل 500 متر لكي (يفهم) الجميع أن هناك سرعة محددة لا يجب تخطيها فلا يتورط أحد بالسرعات العالية وإلا سوف يعاقب وهذا ليس بغريب في العالم كله سواء من دول الخليج أو غيرها. الخلاصة لكي نجعل من ساهر نظاما لحماية المواطنين لا عبئا إضافيا لموازناتهم: يجب إعادة صياغة السرعات القصوى المحددة في جميع الشوارع والطرق على مستوى المملكة، ووضع كاميرات ساهر على رأس كل 500 متر في الجزيرة الوسطية وفي مكان واضح وعال (وذلك كي نضمن بقاءها على حالها دون تخريب).