توافق ذكرى اليوم الوطني هذا العام رابع أيام سوق عكاظ مما يوفر فرصة لتكون المناسبة محل احتفاء العكاظيين بطريقتهم الخاصة.
اللجنة العليا للسوق أقرت - بحسب رئيس اللجنة الإعلامية محمد سمان - فعاليات خاصة، وتعكف الهيئة العامة للسياحة والآثار على إعداد برنامج وطني تراثي يجمع بين هوية سوق عكاظ ومناسبة الذكرى الغالية.
وعلمت "الوطن" أن جادة عكاظ التي ستزين بالعلم السعودي ستشهد في اليوم الوطني مسرحية تاريخية تظهر دور المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في توحيد هذا الكيان، إضافة إلى فقرات وطنية متعددة ستكون مفاجأة لزوار السوق.
إلى ذلك، وضعت الشؤون الصحية في محافظة الطائف عينها على دماء المثقفين والأدباء من خلال تنظيمها حملة وطنية للتبرع بالدم تستهدف الأدباء والمثقفين وزوار السوق.
كما تكشف الشؤون الصحية عن داء السكري والضغط بين زوار السوق من خلال عيادة الفحص العشوائي، حيث وافق مدير الشؤون الصحية في محافظة الطائف الدكتور عبدالرحمن كركمان على إنشاء عيادة طبية بالسوق طيلة أيام المهرجان مصحوبة بمعرض للتوعية الصحية، وتنفيذ حملة للتبرع بالدم عبر بنك الدم المتنقل, وتخصيص 5 فرق طبية ميدانية يوم الافتتاح, ومرابطة فرقة طوارئ يومياً، ومشاركة عيادة مكافحة التدخين بمعرض توعوي في مجال اختصاصها.
وتمثل جادة سوق عكاظ ما يمكن اعتباره القلب النابض لسوق عكاظ، أو العنصر الرئيس في برامج السوق طبقاً لوصف المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي الذي كشف عن تنظيم 14 معرضاً متنوعاً ومتخصصا تشرف عليها جهات حكومية.
وأشار الغامدي إلى أن من بين المعارض المشاركة معرض خاص عن منجزات خادم الحرمين الشريفين تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، وآخر تحت مسمى "مملكة الإنسانية وملك السلام"، إلى جانب معرض الكتاب الإلكتروني، ومعرض لوحة وقصيدة، ومعرض خاص بالرعاة.
بينما تمثل مشاركة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الحضور الأكبر في السوق، يتجسد في معرض تزيد مساحته الإجمالية عن ألف متر مربع ويتضمن 14 جناحاً تمثل أبرز المعاهد البحثية والمراكز والبرامج العلمية التي تحتويها المدينة، والإدارات الخدمية التي تضطلع بمهمات منح براءات الاختراع، وتوفير المعلومات، ودعم الأبحاث العلمية، وتقديم الخدمات الاستشارية، والدعم الفني للمبتكرين والمبدعين.
إحياء الحرف والصناعات اليدوية
وتقف إلى جوار المعارض أجنحة مخصصة لـ230 مشاركاً من الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والمزارعين.
وقال مدير البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العليا للسياحة حمد آل الشيخ "إن عدد الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والمزارعين المشاركين في أنشطة جادة سوق عكاظ هذا العام ارتفع إلى 230 حرفياً وبائعاً، مقارنة بـ200 حرفي وبائع شاركوا في العام الماضي، كما سيشارك هذا العام 10 حرفيين من خارج المملكة، وخصص للمشاركين 160 محلاًً لعرض منتجاتهم على الزوار، ويتنافس الحرفيون على نيل جائزة سوق عكاظ للحرف والصناعات اليدوية.
وأشار آل الشيخ إلى أن برنامج جادة عكاظ سيتيح للحرفيين عرض أشكال متنوعة من الحرف اليدوية مثل صناعة الأبواب والنوافذ والرواشين ونقشها، وصناعة مقابض الأدوات الزراعية، والأواني المنزلية وأنواع من الأثاث، وتشكيل الفخار من الطين وتحويله إلى أدوات مستخدمة مثل الأزيار والدوارق والمشارب والأواني الفخارية.
إضافة إلى حرف يدوية أخرى، ومنها الخرازة، والنحاسة، والخياطة، والصباغة، والحدادة، وصياغة الذهب والمجوهرات، دون إغفال حضور حضور نساء حرفيات يقدمن عروضاً في الحياكة، وغزل الصوف، وصناعات السلال والحصير والقفاف، وصناعة الأجبان المحلية والإقط، واستخلاص السمن البلدي والقشدة من حليب الماشية.
ولن يكتفي هؤلاء الحرفيون والحرفيات بعرض وتسويق منتجاتهم، بل سيتنافسون على (جائزة سوق عكاظ للحرف والصناعات اليدوية) التي تهدف - طبقا لآل الشيخ - إلى تطوير المنتج بما يعكس مهارة وإبداع الحرفي وتنمية مواهبه وتبادل الخبرات.
ولفت آل الشيخ إلى أن الجائزة تمنح للحرفيين السعوديين الذين سعوا لإحياء مهارة نادرة وأيضاً للحرفيين رجالاً ونساءً ممن قدموا أفضل أعمالهم وأظهروا مهارة في العمل، وتتلخص معايير الجائزة في معاينة التفوق والتميز والتصميم والابتكار في المنتج والدقة في العمل.
وتشمل الجائزة ست حرف وصناعات يدوية، كالسدو أو النسيج والسجاد اليدوي وأعمال الكروشية اليدوية، والتطريز على القماش والأزياء التراثية باستخدام الخيط أو الخرز، وصناعة ونحت ونجارة المنتجات الخشبية، وصناعة المنتجات اليدوية من النخيل، والرسم أو النحت أو النقش أو الزخرفة اليدوية على أي مادة طبيعية، والمنتجات الحرفية الأخرى التي لها طابع ابتكاري.
وتصل قيمة الجائزة لـ150 ألف ريال موزعة على أفضل أربعة فائزين في كل مجال من مجالات الجائزة الست، إذ تم تشكيل لجنة تحكيم لجائزة مسابقة الحرف اليدوية تتألف من خبراء في مجال الحرف والصناعات اليدوية .
إلى ذلك، أكد آل الشيخ أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تبذل جهوداً كبيرة لدعم الحرفيين مع تأهيل الأسر العاملة في الحرف والمنتجات الشعبية، ومن ثم إشراكهم في المهرجانات الوطنية والسياحية، للاستفادة منها في زيادة دخلهم المادي، للمحافظة على تلك الحرف من الاندثار. وقال آل الشيخ "أسهمت جهود الهيئة في تقليص أعداد الفقراء في مناطق المملكة، بعدما أنهت تدريب مئات المواطنين على عدد مزاولة مجموعة من الحرف اليدوية، وتعاونت مع الأمانات والبلديات لإنشاء أسواق حرفية لهم".
وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد رصدت أكثر من 20 ألف حرفيا يعملون في نحو 45 مجموعة من الصناعات الحرفية، ما دفع الهيئة إلى إطلاق المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية المعروف بـ"بارع"، لإنعاش الحرف اليدوية، كما هيأت مقرات دائمة لمزاولتها، وتهيئة مراكز للأسر المنتجة فيها، بالإضافة إلى عقد دورات تطويرية في هذا القطاع.