الحقيبة المدرسية تمثل الفرحة الأولى للطلاب والطالبات المستجدين الذين يحرصون على شرائها قبيل دخول المدرسة بفترة، وفي الوقت الذي تترك الأسر الحرية لأطفالها لاختيار ما يشد انتباههم من حقائب مدرسية ذات ألوان زاهية وصور مختلفة، كالشخصيات الكرتونية وشعارات الأندية والفرق الرياضية، وأبطال أفلام الأكشن، وغيرها، حذر استشاري نفسي من الحقائب ذات الألوان الصارخة والرسومات التي تجسد العنف والتي تنعكس سلباً على نفسية الطالب, مؤكداً أهمية اختيار الحقائب التي تحمل معاني تعليمية مفيدة، وتسهم في نمو الطفل العقلي والفكري.

تقول أم بندر (ربة منزل) إن أبناءها يحرصون أولاً على شراء الحقيبة التي تمثل لهم المدرسة بكل ما فيها، ثم تأتي بعد ذلك بقية الأدوات الأخرى من كتب وأدوات وخلافها، مشيرة إلى أنهم وقعوا في حيرة عند اختيار الحقيبة، حيث تعج المكتبات بحقائب متنوعة الأشكال والرسومات، وأنها حاولت اختيار حقائب بنفسها تناسب أولادها، ولكنها وقفت عاجزة أمام رغبات الأبناء الذين أقبلوا على حقائب مزينة بصور وأشكال شخصيات عالمية، وأفلام مشهورة سواء كرتونية أو غير ذلك.

وتذكر نادية الزهراني (معلمة) أنها اشترت حقائب أبنائها، وساعدتهم على الاختيار المناسب، حيث فضلت أن تكون حقائبهم المدرسية مناسبة لعمرهم، وحاولت قدر استطاعتها أن تبتعد عن الحقائب ذات الصور الكرتونية، وصور أفلام الأكشن، مشيرة إلى أنها حرصت على اقتناء حقائب ذات ألوان مريحة كاللون الأزرق والأخضر، وأيضا حقائب تحوي مناظر طبيعية مريحة للطالب حينما ينظر إليها، وتحببه في الإقبال عليها وعلى واجباته اليومية.

وتترك أم سلطان الشهري (موظفة بالتعليم) لأبنائها حرية اختيار أي حقيبة يفضلونها دون الرجوع إليها، تقول "أحد أبنائي يعشق كرة القدم، ويتابع الفرق الرياضية، لذلك اختار حقيبته وأقلامه وبقية أدواته مطبوعاً عليها صور فريقه المفضل، أما الابن الآخر الذي يدرس بالصف السادس فقد حرص على شراء حقائب ذات ألوان صارخة كاللون الأحمر، ولم يكتف بذلك، بل وأصر على شراء بدلة رياضية بلون أحمر بغض النظر عن اللون الذي تشترطه المدرسة".

ويؤكد سيف ناصر (طالب بالصف الرابع) أنه حريص على شراء الحقيبة المدرسية بنفسه، ولا يحب أن يتدخل والداه في اختياره، مشيراً إلى أنه يحب الشخصية الكرتونية "سبنج بوب"، وأن أغلب أدواته يفضل عليها هذه الشخصية.

أما خالد الطلحي (الطالب بالصف الثاني المتوسط) فيفضل كثيراً أن تكون حقيبته مزينة بصور لشخصيات أفلام الأكشن، وخاصة سلفستر ستالون بطل سلسلة أفلام "رامبو"، مشيراً إلى أنه يفضل أيضاً حقائب عليها صور من فيلم "قراصنة البحر الكاريبي"، وأضاف أنه يتابع دائماً الجديد في الحقائب ويقتنيه.

وفضلت جمانة عبد الرحمن (طالبة بالصف الثاني متوسط بمكة المكرمة) أن تكون حقيبتها من الماركات العالمية المشهورة، إضافة إلى مناسبتها للحذاء والساعة التي سوف ترتديها بالمدرسة، وقالت إن الكثير من الطالبات وخاصة في المرحلة المتوسطة تختلف توجهاتهن عن الحقائب الخاصة عن طالبات مرحلة الروضة والابتدائية، إنهن يحرصن على اقتناء حقائب مناسبة لأعمارهن كحقائب الماركات العالمية مثل "شانيل" و"كرستيان ديور"، وأن تكون الحقيبة مع الساعة والحذاء والجورب طقماً كاملاً. ويرى استشاري الطب النفسي بمستشفى الحرس الوطني بجدة الدكتور رجب بريسالي أنه "من المهم أن تحرص الأسر في عملية اختيار الحقائب، ويفضل اختيار الحقائب التي تحمل معاني تعليمية مفيدة، وتسهم في نمو الطفل العقلي والفكري، مع اختيار الحقائب ذات الألوان المهدئة للطالب من الناحية النفسية، خاصة ذات اللون الأزرق، والأخضر، والألوان الهادئة التي تضفي جواً من السكينة والهدوء والإيجابية على الطالب، بعكس الألوان الصارخة كالبرتقالي، والأحمر، والأصفر وغيرها من الألوان التي تنعكس سلباً على نفسية الطالب ".

وأشار إلى أن "الحقائب بصورها وألوانها المختلفة لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، والتأثير المباشر وقتي لدى الطالب وينحصر في الإعجاب والانبهار والتسلية، أما التأثير غير المباشر فيتمثل في صور أفلام الأكشن التي تعبر عن الأفلام المليئة بالعنف والإثارة والتي تؤثر في الشخصية، وتسهم في صياغة السلوك".

وأكد الدكتور بريسالي أن التوازن الأسري والاستقرار النفسي لهما دورهما في الحفاظ على سيكولوجية الطالب، وأن الطالب المستقر أسرياً لا يمكن أن يتأثر بالصور الموجودة على تلك الحقائب.

وذكر استشاري الطب النفسي أن هناك دراسات نفسية كثيرة أوضحت إمكانية تقليد الطالب لما يشاهده من أفلام وصور، نظراً لمحدودية استيعابه الفكري والعقلي.

وبين أن صور ومشاهد العنف تؤثران سلباً على شخصية الطالب على المدى البعيد، وخاصة إذا كان من ذوي الشخصيات المرهفة والحساسة، وقد يمتد التأثير السلبي إلى أعراض عضوية مثل التبول الليلي اللاإرادي، أو الإصابة باضطراب الكرب الحاد، أو اضطراب الكرب ما بعد الصدمة.