رأى رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السعودية، الدكتور عثمان الصيني، أن المواقف الأمريكية الحالية فيما يتعلق بتقرير الاستخبارات الأمريكية عن جمال خاشقجي ليست جديدة، وهي متوقعة من قبل تسلم الديمقراطيين السلطة، وبعضها ناتج عن مواقف أيديولوجية لليسار الأمريكي، موضحا أن السياسة السعودية تقوم على العلاقة الإستراتيجية مع أمريكا بغض النظر عمن يقطن البيت الأبيض، ومهما تكن المتغيرات والظروف السياسية. ولفت إلى أن منتدى البلاد «السعودية.. بيت العرب الكبير» يعد مبادرة مهمة، لبلورة موقف إعلامي خليجي موحد، وهذا بمنزلة السبيل لكيفية تعاطي الإعلام والمجتمع المدني بعيدا عن «الهجائيات والبكائيات والكلام الإنشائي» في الخطاب الإعلامي الخليجي والعربي، وهنا يؤسس منتدى البلاد نقاط انطلاق في كيفية التعامل.

جاء ذلك في منتدى خليجي بعنوان «السعودية.. بيت العرب الكبير»، الذي عقد اليوم الأحد 7 مارس 2021، بتنظيم من صحيفة «البلاد» البحرينية.

وعقد المنتدى عن طريق الاتصال المرئي، بمشاركة واسعة من رؤساء تحرير الصحف الخليجية ومسؤولي الصف الأمامي في المؤسسات الإعلامية، وقامات عربية من حملة الأقلام والرأي، وقيادات بالمجتمع المدني، وشخصيات أكاديمية وبرلمانية.


وأيد المشاركون في البيان الختامي للمنتدى كل الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية، لضمان أمنها القومي والسيادي، ووقف كل الحملات المغرضة واللامسؤولة، الرامية للنيل من وحدتها الوطنية ومن رموزها وقيادتها الحكيمة.

الوسم والمشاركة

أطلقت الصحيفة وسم للتغريد عن أعمال المنتدى، الذي شهد مشاركة كبيرة من قبل المغردين من مختلف دول الخليج، للتضامن مع الرياض، وتأكيد أهمية المنتدى. وجرى بث وقائع المنتدى عبر منصات صحيفة «البلاد»، وشركاء الصحيفة في تغطية وقائع الفاعلية، من مؤسسات إعلامية وصحافية، ومن بينها قنوات الصحف وقناة فضائية.

هدف المنتدى

يهدف المنتدى إلى إعلاء الصوت الخليجي الشعبي، للتضامن مع المملكة العربية السعودية، استنكارا لما تتعرض له المملكة العربية السعودية من حملة معادية تمس سيادتها بعد التقرير الأمريكي المجافي للحقيقة من وكالة الاستخبارات الأمريكية، الذي خلا من أي معطيات أو أدلة أو براهين تذكر.

وأوضح د. الصيني أن العلاقات الأمريكية - السعودية هي علاقات مستمرة بصرف النظر عمن يسكن البيت الأبيض، جمهوريا كان أو ديمقراطيا، لكنه ذهب إلى القول بأن هناك فرقا بين المناورة السياسية وبين الخطط الإستراتيجية الأمريكية التي تتم في الغرف المغلقة بشأن المصالح، فهناك خطاب أمريكي موجه للداخل، وهناك خطاب موجه للتيار الراديكالي اليساري، وهناك خطاب موجه للعالم، وخطاب موجه للمملكة العربية السعودية والخليج، ولا بد أن نعرف هذه الخطابات ونتعامل معها.

وأشار رئيس تحرير «الوطن» إلى أن قضية المواطن السعودي وزميل المهنة جمال خاشقجي كانت بمنزلة «قميص عثمان»، وما حصل من خطأ شنيع لا يبرر الهجوم السياسي من جميع من لا يعرف جمال خاشقجي، أو يهمه أمره، ولكنه استخدمه لأجندته وأغراضه.

وذكر أن التلاحم الخليجي بين الشعوب وقادتهم ينبغي أن يترجم ويظهر للسطح، ومنتدى البلاد ينبغي أن يؤسس لمرحلة جديدة تبرز هذا التلاحم.

الشعلة: السعودية الدرع الواقية

بدأ المنتدى بكلمة لرئيس مجلس إدارة «دار البلاد» للصحافة والنشر، عبدالنبي الشعلة، استهلها بالقول إن المنتدى شهد، خلال اليومين الماضيين، تداولا لأكثر من 3 ملايين متابع في دول الخليج العربي ودول أخرى، مؤكدا أهمية موضوع المنتدى والمشاركين أيضا.

وتابع «الشعلة»: «سيكون طرحنا في غاية الموضوعية والهدوء والروية، انطلاقا من ثقتنا بأنفسنا وشعوبنا، وقناعتنا من عدالة القضية، ومن حرصنا على متانة العلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج بشكل عام، وبينها والسعودية بشكل خاص».

وأوضح: «عنوان المنتدى «المملكة العربية السعودية.. بيت العرب الكبير»، وهي في الواقع قلعة العروبة والإسلام، ودرعهم الواقية، وقلبهم النابض، وتشكل بالنسبة لنا كخليجيين العمق الإستراتيجي والوطني والروحي الذي نحرص على سلامته ومكانته».

المردي: موقفنا ضد حملة سوداء

وفي كلمته، قال رئيس تحرير صحيفة «البلاد»، مؤنس المردي: «يحمل منتدى البلاد اليوم رسالة بصوت الخليج.. وبصوت الخليجيين.. وبصوت الصحافيين، وهو الدور المنتظر من المؤسسات الصحافية التي لا يقتصر دورها اليوم على نقل الأخبار والمعلومات، وإنما أصبحت شريكا في صناعة الحدث وصياغة الموقف، وهو ما يعزز رسالة الصحافة في إشاعة الوعي، والتصدي للتحريض والتأليب».

خالد المالك: على «بايدن» الاعتذار للمملكة

قال رئيس اتحاد الصحافة الخليجية وهيئة الصحافيين السعوديين وتحرير صحيفة «الجزيرة» السعودية، خالد المالك: «العلاقات ما بين أمريكا ودولنا لم تأت مصادفة، ولم تكن علاقة وقتية، وإنما علاقة مصالح مشتركة ذات أهداف واحدة، ضمن إطارهم القانوني والسيادي والعمل المشترك، مما يعني أننا نتطلع إلى تمثيل وتقوية هذه العلاقة وهذه التحالف بنحو يلبي تطلعات قادتنا وشعوبنا ودولنا، لا أن نضع عراقيل أمام تطورها».

الخميس: نأمل أن نخرج بكيان إعلامي عربي

أكد الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، ماضي الخميس، أنه «ليس المطلوب منا الحديث عن السعودية فحسب، وإنما علينا أن نستذكر مواقفها تجاه دول الخليج والدول العربية ودول العالم ككل، وفي كل الأزمات التي تمر بها المنطقة، وهي كثيرة ولا تعد ولا تحصى، ومحل اعتزاز وتقدير لنا جميعا».

وتابع: «الموضوع أبعد مما نرى، حيث يجب الخروج كمجتمعين بعد هذه المؤتمر، وبحث كيف يمكن أن نشكل، من خلال هذه النخبة المباركة المشاركة في المنتدى، لوبي إعلاميا قادرا على دعم السعودية في هذه الأزمة أو بأي قضية قادمة قد تعصف بالمنطقة، حيث نفتقد الكيانات الداعمة القوية التي تساند دولنا».

وواصل «الخميس»: «يجب ألا نقف كإعلاميين مكتوفي الأيدي ومتفرجين لما يحصل، حيث إن لدينا قدرات وإمكانات وعلاقات وأفكار وحضور، ومن الممكن الاستفادة منها في دعم التوجهات الداعمة القضايا العربية».

هنالك متاجرة وتسييس لدماء «خاشقجي»

نوه رئيس جمعية الصحافيين الإماراتية، محمد الحمادي، بأن التغيير الذي حدث بالسعودية في السنوات الأخيرة ربما لم يعجب البعض، ومن المهم لنا كخليجيين أن تكون مواقفنا واضحة ومستمرة في هذه الاتجاه، خصوصا للغرب الذي يتحمس في الحديث عن قضية خاشقجي. بلا شك أننا نتفق مع ذلك، ولكن يجب أن نلفت انتباههم إلى أن أسلوبهم في السنوات الأخيرة غير مقبول، وأن فتح الأبواب للمتاجرة بدم «خاشقجي»، بتسييس واضح لمقتله، يضعف أي موقف تقوم به الولايات المتحدة أو الدول الغربية الأخرى.

البناي: السعودية ماضية في تطبيق سياسة الاعتدال

قال عضو مجلس النواب البحريني، عمار البناي: «لطالما وقفت السعودية كالسد المنيع، شامخة بوجه المنتقدين والمهاجمين دون أن تتأثر أو تتراجع أو تفقد بريقها ومكانتها السياسية بين دول العالم، حيث فرضت هيبتها وقوتها في وجه الأعداء، وتصدت لجميع الحملات المسيسة التي هاجمتها».

وأردف النائب البناي: «لكن نقطة الفصل تكمن في هيبة السعودية وقيادتها وشعبها الذين تعاهدوا على المضي قدما في بناء وطنهم، وتصدره المشهد العالمي بهيبته وقوته وقوة قيادته وتلاحم شعبه، وذلك بفضل من الله، فلا فضل لأحد على السعودية، حيث أصبحت محط أنظار العالم أجمع، وجميع الدول باتت تهرول نحو المملكة، وفي النهاية كل من تعدى وحاول المساس بالسعودية ومهاجمتها انتهى به المطاف إلى العدم، ولكي تفكر أن تهاجمها عليك بأن تتخطى أولا ملياري مسلم نذروا أرواحهم فداء للمملكة العربية السعودية».

الطائي: المصالحة الخليجية أربكت عدة أطراف

ذكر رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» العمانية، حاتم الطائي: «ما ينبغي علينا هنا هو البناء على ما تحقق من تكاتف وتعاضد من أبناء الخليج الواحد، والسعي الدؤوب للاستفادة من مقدراتنا في تجاوز الصعوبات والتحديات، وفتح علاقات جديدة قوامها المصالح المشتركة، وتحقيق النفع والخير لشعوب الخليج المتآزرة التي تتشارك في وحدة التاريخ والمصير».

الملا: كلمة خليجية تجاه الحملات المسيئة

أشار الإعلامي الكويتي محمد الملا إلى ضرورة العمل على تغيير صورة الخليج في الذهنية الدولية من خلال استخدام القوة الناعمة من وسائل الإعلام والعمل الدبلوماسي، مؤكدا ضرورة اتخاذ أن يكون لدول الخليج العربي كلمة واحدة تجاه كل الحملات المسيئة لمنطقتنا، ولا بد من العمل على تغيير الصورة الخليجية، ومن ثم نبدأ في إعادة التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية كشريك إستراتيجي بالنسبة لنا، ولا بد أن نحيي كل الإعلام الخليجي والعربي الذي وقف يدا واحدة مع المملكة. كما ندعو قادة ودول مجلس التعاون الخليجي إلى إصدار بيان واضح، للوقوف مع المملكة من خلال تبني فكرة شمولية، وهي فكرة الوحدة، وأن تكون بياناتنا حال وجود موقف ضد أي دولة خليجية واحدة، كما حدث في الغزو العراقي وتحرير الكويت، وكما هي الوقفة مع السعودية ضد هجمات الحوثي التي نرفضها، وتكون المواقف الإعلامية واحدة ضد كل من يحاول الإساءة إلى السعودية أو أي دولة خليجية.

الشاعر: ينبغي بناء سياساتنا الخارجية وفق متغيرات السياسة الأمريكية

لفتت الإعلامية والكاتبة البحرينية سوسن الشاعر إلى أنه في أمريكا والدول الأوروبية يعطون ثقلا أكبر لأي خطاب شعبي أو مدني، وهو يعادل أي علاقة رسمية بين نظام ونظام، ونحن مقصرون في تفعيل هذه الأدوات الشعبية، حيث نكتفي بالعلاقة بين الأنظمة، ولهذا لا يصل صوتنا، ويلزم أن نفكر في أن أمريكا ليست أمريكا كما كانت، لا داخليا ولا على مستوى العلاقات والسياسات الخارجية، ونحن أمام ولاية ثالثة لإدارة «أوباما»، وكلنا نعرف كيف كان وضع العالم العربي في فترة إدارة أوباما.

الكعبي: جاهزية الرد على الحملات المعادية

دعا رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، حمد الكعبي، المشاركين إلى تصدى الإعلام الخليجي ومنابر الإعلام بأن تكون هناك منصة جاهزة على أتم الاستعداد لتوضيح الحقائق، وإرسالها إلى الداخل الأمريكي من خلال منظمات المجتمع المدني، والوقوف أمام الحملات التي لا تتعرض لها السعودية فقط بل المنطقة الخليجية، التي تهدف إلى تشويه صورتها.

الذيابي: تصدر السعودية اهتمام الإعلام العالمي دليل قوتها ومكانتها الدولية

تحدث رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية، جميل الذيابي، عن أن العلاقة بين الرياض وواشنطن تاريخية، وتعبر عن علاقة قوة، وهي ليست مرتبطة بأشخاص وإنما هي قائمة على مصالح إستراتيجية ومنافع متبادلة.

ولفت إلى أن ما يحدث في أمريكا هو شأن داخلي، ولكن أن يمس ذلك خادم الحرمين الشريفين وولي عهده هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا.

وأكد «الذيابي» أن المملكة قادرة على الاضطلاع بأدوارها الحيوية في الإقليم والعالم، ولن تتوقف عن ذلك.

السيسي: السعودية واجهة العرب والمسلمين

لفت رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني البرلمانية، محمد السيسي البوعينين، إلى أن حملات استهداف المملكة العربية السعودية تؤكد المكانة الدولية المهمة التي تحتلها السعودية، مما جعلها محط أطماع الآخرين.

وأوضح أن السبيل الأمثل نحو استثمار هذا الحدث هو تأسيس جهد أهلي يسهم في عكس الصورة الحقيقية للرأي العام الخليجي للمجتمع الأمريكي والأوروبي. وذكر «البوعينين» أن من يوجهون سهام الانتقاد لدولنا سجلهم حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، وأن الاتحاد الخليجي يجب بعثه من جديد، ويكون الركيزة الأساس التي ننطلق منها، لتوجيه خطاباتنا للخارج.

بدرخان: السعودية ستظل اللقاح الناجع ضد التدخلات والمتغيرات الخارجية

طرح الكاتب الصحفي عبدالوهاب بدرخان رأيه، الذي قال فيه إن المصالح بجوانبها الأمنية والسياسية والإستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية مترابطة ومتوازنة، وترضي الأطراف جميعا.

ولفت إلى أن الإدارات الأمريكية مهما تبدلت، فإنه لا يمكنها أن تنقلب على الثوابت والمصالح المشتركة.

وأكد «بدرخان» أنه لا جدال أن السعودية هي الركيزة السياسية والاقتصادية والأمنية للمنطقة، وأنها في الموقع الأفضل للعمل على رأب الصدع، وفيها اللقاح الناجع ضد التدخلات والمتغيرات الخارجية.

المحمود: الوقوف مع السعودية واجب شرعي وسياسي ووطني

اعتبر رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية، الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود، الوقوف مع المملكة العربية السعودية واجبا شرعيا وسياسيا ووطنيا، للحفاظ على كيان الأمتين العربية والإسلامية. ودعا الإدارة الأمريكية إلى الكف عن التطاول على المملكة العربية السعودية.

بوسمرة: توحيد الكلمة أمام استهداف المنطقة

قالت رئيس التحرير المسئول لصحيفة «البيان» الإماراتية، منى بوسمرة: «نحن لا نخاف على السعودية من هذه المواقف ومن هذه الاستنتاجات المسيئة، وهذه المغالطات التي وردت في التقرير الأمريكي أخيرا، حيث إن السعودية مرت بكثير من المواقف والظروف المماثلة، لكنها خرجت منها أكثر قوة، ويعكس هذا التضامن الكبير أن المملكة لا تقف لوحدها في مواجهة أي استهداف لقيادتها وسيادتها ودورها، وهي رسالة قوية لكل المغرضين بأن المناورات في مثل هذه الأمور المثيرة للشكوك غير مجدية، وأن أمن دول المنطقة واحد، لا يتجزأ أبدا».

عهدية: الصحافة الخليجية تحظى بكامل الرعاية

في مداخلتها، لفتت رئيس جمعية الصحافيين البحرينية، عهدية أحمد، إلى أن السعودية دائما كانت هدفا، لأنها لا تحمي نفسها فقط بل تحمي الدول الجارة وجميع الدول العربية والإسلامية، وأن الهدف من إقامة هو «إعلاء الصوت الخليجي الشعبي للتضامن مع المملكة العربية السعودية، واستنكار ما تتعرض له من حملة معادية تمس سيادتها وأمنها واستقرارها»، بعد تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية المجافي للحقيقة، الذي خلا من أي معطيات أو أدلة أو براهين.

نص البيان الختامي للمنتدى

أصدر المشاركون بيانا ختاميا، في نهاية أعمال المنتدى، عبروا فيه عن صوت الموقف الخليجي والعربي الشعبي الرافض ما ورد من تقارير ظنية واتهامات مرسلة.

وأكد المشاركون حرصهم على تعزيز التعاون والعلاقات الوثيقة بين دول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وتضامنهم التام مع المملكة العربية السعودية، وتقديرهم دورها باعتبارها «بيت العرب الكبير»، حيث أرست بعملها منذ عقود طويلة قيم العدالة والمساواة في المجتمع، مؤكدين أيضا ثقتهم العالية في القضاء السعودي الذي تعاطى مع الجريمة النكراء لمقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي - رحمه الله - بكل شفافية ونزاهة وعدل.