تعتبر إسرائيل عضوا دائما على أية طاولة مفاوضات تطال منطقة الشرق الأوسط، وأبعد من ذلك.

هذا الحضور الإسرائيلي لا يأتي من فراغ، فإسرائيل باعتبارها دولة احتلال، هي عضو غير معلن في حلف شمال الأطلسي، بتماهيها مع سياسته التي مارسها في العراق وأفغانستان، ومؤخرا في ليبيا، وإن كان لم يطأ أرضها، وبقي محلقا في سمائها، ومبحرا في أعماق مياهها وعلى شواطئها إلى أن أسقط نظام معمر القذافي.

وباعتبارها دولة محتلة، فهي مشارك أساسي على طاولة البحث فيما يطرح من حلول لأزمة الشرق الأوسط، فبدون رضاها لا يمكن أن يمرر أي حل، لا وقف الاستيطان، ولا إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، جنبا إلى جنب مع أسرائيل، ولا عودة اللاجئين.

تستند إسرائيل في حضورها السياسي إلى القوة العسكرية التي ساهمت في بنائها الولايات المتحدة بشكل خاص، والدول الغربية بشكل عام. وجلوسها إلى أية طاولة مفاوضات لا يأتي من فراغ، فيما الجانب الفلسطيني يرتكز إلى قرارات من الجامعة العربية، لو جمعت أرقام المساعدات والهبات التي أقرت لدعم فلسطين وتحريرها وعودة أبنائها لفاقت بكثير ما تلقته إسرائيل من مساعدات منذ اغتصابها فلسطين.

إسرائيل تبدو قوية وفلسطين ومن ورائها العرب، يغرقون في التفاصيل. والسؤال متى تنعكس المعادلة؟