فيما كان «نصب شهداء تيغراي» رمزا للقوة العسكرية للحزب الحاكم في الإقليم الإثيوبي لما يقرب من عقدين، أصبح اليوم يجسد سقوط حزب جبهة تحرير شعب تيغراي بعدما أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد هجوما عسكريا لإطاحته. يقع هذا النصب في العاصمة الإقليمية ماكيلي ويحوي أسلحة ومخططات لمعارك من الأيام الأولى للحزب عندما كان حركة تمرد مسلحة، إضافة إلى صور لرجال ونساء فقدوا حياتهم خلال فترة صعوده إلى السلطة. ومع رحيل المقاتلين الموالين لجبهة تحرير شعب تيغراي، سيطرت القوات الفدرالية التي تحمل أسلحة الكلاشينيكوف على الموقع، وهي تقوم فيه بدوريات بالشاحنات العسكرية فيما يشاهدهم سكان ماكيلي. وهذا مجرد مثال على تحول ماكيلي، قاعدة جبهة تحرير شعب تيغراي القوي، بسبب الصراع الذي ما زالت تبعاته قائمة في شمال إثيوبيا. أصبحت العديد من مدارس المدينة مخيمات للنازحين. وتعج أروقتها بالأطفال الذين تجري معالجتهم من إصابتهم بالرصاص والشظايا، وبعضهم فقد أطرافه.