في الوقت الذي يشكو فيه سكان بعض أحياء جدة من انقطاع المياه المحلاة عنهم لما يقارب من 10 أيام، واضطرارهم لشراء "وايتات" بأسعار متفاوتة، يتوجس السكان من بحيرة من المياه بمحاذاة سور محطة تحلية بريمان لتعبئة الصهاريج قرب تشليح السيارات، وزاد من الأمر سوءا عدم معرفة المجلس البلدي لمصدرها، فيما نفت الأمانة أن تكون في نطاق عملها.
المواطن صالح الحربي، أحد سكان شرق الخط السريع على البحيرة، شكك في أن وجود البحيرة نتيجة طفح المياه الجوفية، مستدلا على ذلك بتدفق المياه من جهة المحطة بشكل كبير أوقات الذروة لعمل المحطة وانخفاضها بانخفاض إنتاج المحطة، موضحا أن هنالك جزءا منخفضا أسفل الطريق المحاذي للبحيرة مباشرة لا يوجد فيه مياه جوفية، إضافة إلى أن منسوب المياه يرتفع وينخفض بحسب شفط الصهاريج لها.
وطالب الحربي، الجهات المختصة بإيجاد حلول جذرية للمياه المتدفقة منذ عام كامل، مشيرا إلى وجود صهاريج مخصصة لنقل المياه غير الصالحة وأخرى لنقل مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا تعمل على شفط المياه منها.
وذكر أن أهالي الحي اعتقدوا أن البحيرة ناتجة عن المياه الجوفية، نظرا لقرب الموقع من بحيرة الصرف الصحي سابقا المعروفة بـ"بحيرة المسك"، مضيفا أن أحد موظفي بلدية بريمان أكد له أنها ناتجة عن تسرب من محطة تحلية بريمان.
وتساءل الحربي إن كانت هذه المياه محلاة فعلا، فلمصلحة من تعمل هذه الصهاريج، وأين شركة المياه من إصلاح مثل هذا التسرب من خلال جريان المياه وتدفقها بشكل واضح بالقرب من سور المحطة، نافيا أن تكون مياها جوفية كون المياه الجوفية تخرج من باطن الأرض.
وأضاف أن البحيرة المتكونة جراء المياه الجوفية لا يوجد على جنباتها أثر لجريان المياه، مثلما هو واضح بأحد جنبات البحيرة الحالية، حيث تتدفق المياه من جهة المحطة التابعة لشركة المياه.
من جهته، أفاد عضو المجلس البلدي بجدة بسام بن جميل أخضر، بوقوف المجلس على حالة البحيرة ميدانيا، مؤكدا أن هناك تدفقا واضحا للمياه من جهة سور المحطة، نافيا في نفس الوقت إثبات أن هذه المياه محلاة أو جوفية.
وأضاف أن سكان الحي رفعوا شكاوى بهذا الخصوص، لافتا إلى أن الحلول المؤقتة الموجودة حالياً من خلال شفطها بالصهاريج لم تنه المشكلة، حيث إن المياه تعود للتجمع من جديد.
وأشار إلى أنه في حال استمرار الوضع كما هو عليه، فسيتسبب في خلخلة التربة في المنطقة، مما يزيد من طفو المياه الجوفية في أحياء شرق الخط السريع، محذرا من انتشار الأوبئة وإلحاق الضرر بالمنازل المجاورة وتهدم الطبقة الإسفلتية بالشوارع.
من جهته، نفى مدير عام المياه والأودية والسيول بأمانة جدة المهندس محمد سليمان قطان، أن تكون تلك البحيرة في نطاق عمله، مشيرا إلى عدم وجود مشاريع تخص الأمانة شرق الخط السريع عدا مشروعي السامر وأم الخير البعيدين عن تلك المنطقة.
بدورها، حاولت "الوطن" الاتصال أمس، أكثر من مرة بمدير وحدة المياه في الشركة الوطنية المهندس عبدالله العساف، للاستيضاح منه حول وضع تلك البحيرة وسبب تكوينها، لكنه لم يرد على الاتصالات المتكررة والرسائل النصية.