دخلت مراكز المواد الغذائية الكبيرة في تنافس محموم مع المكتبات من خلال توفير المستلزمات الدراسية بأسعار تفضيلية لنحو 5 ملايين طالب وطالبة؛ وذلك بهدف اقتطاع حصة من كعكة موسم العودة للمدارس وتحقيق عوائد مجزية في ظل الإقبال الكبير الذي تشهده الأسواق في الفترة الحالية استعداداً لبدء العام الدارسي الذي سينطلق غداً في المملكة. وخصصت المراكز مساحات واسعة لعرض مختلف أنواع الدفاتر والمستلزمات الأخرى وقدمت عروضاً مغرية وبأسعار منافسة لجذب المتسوقين.
وقال عضو اللجنة التجارية في غرفة الشرقية شنان بن عبدالله الزهراني في تصريح إلى " الوطن " أمس إن حجم إنفاق الأسرة على المستلزمات الدراسية على المرحلة الابتدائية يقدر بنحو 300 ريال للطالب أما المرحلة المتوسطة والثانوية فيصل إلى 500 ريال للطالب الواحد.
وأشار إلى أن وصول أعداد الطلبة في المملكة إلى 5 ملايين طالب وطالبة يعد سوقاً ضخمةً للمكتبات في ظل كثرة المستلزمات والأدوات المدرسية التي تطلبها المدارس من طلابها .
وذكر الزهراني أن نسبة أرباح المكتبات من المستلزمات الدراسية تعد نسبة عالية على مستوى العالم حيث تقدر بنحو40 % .
وأبان أن المكتبات الكبيرة لديها اتفاقات مع شركات عالمية ومصانع المستلزمات المدرسية في الصين بمواصفات معينة تخص مكتبة دون سواها لتقدم للسوق منتجاً مختلفاً .
وأفاد أن المكتبات تحجز كميات كبيرة من المصانع الصينية لتخفيض التكلفة مما يساعدها في نمو مبيعاتها بشكل مطرد، وتضيف على المبيعات هوامش ربحية عالية مما يعد مخالفة صريحة.
ولفت إلى أن بعض المكتبات تستغل الموسم لتصريف المخزونات من الأعوام الماضية بأسعار مرتفعة، مبيناً أن ذلك يعد مؤشراً غير صحي تجارياً .
وشدد على أهمية دور المستهلك في ضبط الأسعار بتحليل السوق منطقياً بالشراء المتأني وربط الجودة بالسعر.
وأوضح أن تحديد مسار الشراء من المحلات الأقل سعراً سيدفع بالبقية لخفض الأسعار لتجنب الخسارة.
ونصح الزهراني الأسر بالشراء خارج أوقات الذروة خاصة قبل الموسم الدارسي للابتعاد عن التكاليف الزائدة .
فيما طالب بدور أكبر لوزارة التربية والتعليم بالحد من الطلبات الزائدة وتلقيص فاتورة الشراء على أولياء الأمور بتحديد مطلبات موحدة للطالب أو الطالبة والتفاوض مع المكتبات حول الأسعار وتثبيتها بقيم لا تقبل التغيير .
من جانبه قال مسؤول في إحدى المكتبات الكبيرة في الشرقية عادل رشيد إن الإقبال على المستلزمات الدراسية بالنسبة للعام الحالي تراجع بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي ، وأرجع ذلك لعدة أسباب منها ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية وضعف القوة الشرائية لدى المستهلك بالإضافة إلى زيادة الإقبال على المحلات الشعبية ذات الأسعار المقبولة ، مشيراً إلى أنها حصلت على الحصة الأكبر بسبب منافستها المكتبات الكبيرة .
وعن أسعار المستلزمات الدراسية ذكر رشيد أنها مقاربة لأسعار العام الماضي فأسعار درزن الدفاتر مقاس 40 بقيمة 16 ريالاً، و60 ورقة بقيمة 18 ريالاً، و80 ورقة بقيمة 20 ريالاً و100 ورقة بقيمة 24 ريالاً ، في حين أن أسعار الأقلام تتراوح بين 4 إلى 12 ريالاً ، وأسعار الألون الخشبية من 6 إلى 16 ريالاً وأسعار الحقائب المدرسية من 49 ريالاً إلى 229 ريالاً .
في السياق ذاته قال مالك مكتبة عبدالرحمن الدوسري إن حجم الأنفاق على المستلزمات الدراسية يعتمد أولاً على دخل الأسرة، ومتوسط الإنفاق يصل إلى نحو 300 ريال للطالب أو الطالبة.
وعن أسعار المستلزمات الدراسية بين الدوسري أن الأسعار متفاوتة وتتراوح الحقائب بين 29 و70ريالاً للحقيبة الواحدة.