للصالون عدة معان، فمنها صالون الحلاقة، وصوالين التزيين والتجميل، وهذه مجمل محتواها وما تتعلق به محاسن ومساوئ يندرج من تخصص الأمانة، «وما فيها مكفيها»، وليس لنا حاجة في ذكرها.
ويأتي معنى صالون بــ«الباحة» إلى سيارات الدفع الرباعي التي سميت بها، لجدارتها في تحدي العواقب والحواجز والحفر مع المطبات، وهنا يستطيع ملاك الصالون أن يتحاوروا مع وزارة النقل والتجارة فيما يخص التحديات المنوطة بسياراتهم في المنطقة.
ولكن جل حديثي سيتمحور حول صالون الباحة الثقافي!!، وطبعا سنتحدث عن الثقافة، وليس عن وزارة الثقافة، التي أعتقد أنها في طور البناء، ولا يوجد لها في الباحة إلا ما ندر، ولم نشاهد لها في أرض الواقع ما يطور ثقافتنا.
كل الجهد، وأغلب التطوير يتمحور تحت النادي الأدبي بـ«الباحة»، وله كل الشكر والتقدير والامتنان على ما يقدم، وعلى ما ينثر من إبداعاته في أرجاء المنطقة، من قصص وشعر ومحاورات فكرية، يعجز المقال هنا عن ذكرها.
ولكني أجد أن ما يقدم لمنطقة الباحة ثقافيا، وحصره في النادي الأدبي فقط، وعدم وجود صالونات ثقافية متنوعة، أسبوعية أو شهرية، يقوم بها رجال الأعمال أو مثقفو المنطقة وشيوخها، وتتم الدعوات إليها إما عن بعد أو حضوريا بعد الأخذ بالاحترازات والتباعد، لأمر نافع لمرحلة حالية، ولمستقبل مزدهر، بحيث تنمو ثقافة المجتمع وثقافة الجيل الجديد، ولا مانع في التنوع بالثقافات، والعودة إلى ماضي التراث، والتقدم في العلوم والتجارب، كانت داخليا أو خارجيا.
كما أن زيادة عدد الصالونات الثقافية، والمحافل الإبداعية والفكرية، ونشر الأنماط التفكيرية في المنطقة سيجعل منها منبرا لأفكار وعقول متجددة، وأدمغة واعية، تنمي المنطقة وساكنيها، وتجعل إقليم السروات من أرقى الأماكن فكريا وثقافيا.
خاتمة.. إن من يتصدر مشهد الصالون الثقافي بالباحة، من رجال الأعمال مستقبلا، ويقول «أنا لها»، فإن الزمن بتاريخه كفيل بذكر الباقي. يقول نيلسون مانديلا: «لا يوجد بلد يمكن أن يتطور حقا ما لم يتم تثقيف مواطنيه».