صناعة الخوص، تمثل واحدة من الحرف التقليدية المنتشرة بكثرة في دول الخليج العربي وتحديدا في محافظتي الأحساء والقطيف بالمنطقة الشرقية، كون هاتين المحافظتين غنيتين بالنخيل والمزارع بما يعني توفّر المادة الخام لهذه الصناعة المتمثلة في الخوص.

أحد الذين امتهنوا هذه الحرفة العم السبعيني سعيد العسيف الذي تحدث إلى "الوطن" أمس في مهرجان عيد أرامكو الثقافي وقال "تعلمت مهنة الخوص وأنا في العاشرة، مؤكدا أنها مهنة أبيه الذي تعلم منه، مبينا أن الخوص الذي يصنع في الأحساء من النوع الخفيف وهو الخوص ذو التجديلة العريضة التي تشكل حسب نوعية الإنتاج من طبقة واحدة من الخوص.

ويلفت العم سعيد إلى أن النساء يعملن في صناعة الخوص ويتميزن في صناعة "السفافة" إلى جانب أعمال النسيج الأخرى، كما أن النساء لا يعملن الأقفاص بل يصنعها الرجال، كما أنهن لا يتعيشن من هذه المهن بل يعتبر عائدها دخلا إضافيا، حيث تعرض الكثير منهن منتجاتهن وصناعتهن الحرفية اليدوية ويبعنها في الأسواق الشعبية الكثيرة المنتشرة في الأحساء مثل سوق الجفر يوم الاثنين من كل أسبوع، وسوق القارة يوم الأحد من كل أسبوع، وسوق الخميس بالهفوف صباح كل يوم خميس، ويقبل على شراء هذه المنتجات والحرف الكثير من مرتادي السوق، والبعض يجعلها تراثا ومنظرا في بيته من أجل تعريف الأبناء بحياة آبائهم وأجدادهم سابقا والبعض الآخر يستخدمها في الحياة اليومية كالسفرة، والحصير، والسجادة، والمهفة وغيرها.

وأضاف العسيف الذي أمضى ستين عاما في هذه المهنة أنه يستخدم في صناعة الخوص الأعواد التي يزرعونها، بالإضافة إلى "الأسل" المستعمل أيضا في صناعة حرفة "المديد"، ونبات الأسل الذي ينبت عند تجمعات المياه، وقال "نجد الآن صعوبة في الحصول عليه، بعد ذلك نبدأ بنشره تحت أشعة الشمس لنحو 25 يوما وخلالها يتحول لونه من الأصفر إلى الأبيض المصفر، ثم نضعه في برميل كبير به ماء مغلي ونضيف إليه بعض الألوان"، منوها أنه صنع عدة سلال تتجاوز المتر تقريبا.

ويشير إلى أن صناعة الخوص مازالت في الأحساء من الصناعات الواسعة الانتشار حتى الوقت الحاضر، وتنتشر خاصة في القرى مثل: العمران الشمالية، وأبو الحصى، والنخيل، والحوطة، والرميلة، ويتفاوت انتشارها وإتقان صنعها تبعا للكثافة في زراعة النخيل وفي السكان.