يتوقف بعض المسافرين على الطريق الساحلي جازان ـ مكة المكرمة عند مركز عَمق التابع لمنطقة عسير على ساحل البحر الأحمر عند استراحات شعبية لبيع السمك، تعمل بها سيدات سعوديات، تصنع هؤلاء السيدات موائد شعبية من السمك الذي يتم اصطياده يومياً من البحر، مع بعض خبز التنور البلدي، سواء كان أحمر في إشارة للذرة الحمراء، أو أصفر نسبة إلى الذرة شامية.

يتوقف المسافر بالسيارة عند سوق شعبي عبارة عن غرف مبنية من سعف النخيل وبعض الخشب، يضيئها مولد كهربائي صغير في الليل.

يمر المشتري أولا ببائع السمك ليختار النوع والكمية اللتين يرغب فيهما، ويدفع القيمة، فينظف البائع السمك، ثم ينتقل المشتري إلى إحدى السيدات المتواجدات في السوق لتبدأ عملية الشواء، بإشعال التنور حتى يصبح جمرا، وفي تلك الأثناء تتبل السيدة السمك، وتشويه، بينما ينتظر الزبون في إحدى الاستراحات الموجودة بالمكان.

إحدى السيدتين التي اكتفت بلقب "أم سالم" قالت "يجلب الأسماك لنا يوميا صيادون محليون، والأنواع التي نقدمها الهامور وهو موجود في المنطقة بكميات قليلة نظرا لندرته، وسعره يعتبر الأعلى، أما البياض والشعور فهما متوفران بكميات تغطي الاستهلاك اليومي".

وأضاف "نشوي السمك بالطريقة التقليدية، على التنور، ونستخدم في الغالب تنورا واحدا، ولكن في أوقات الذروة نستخدم ثمانية تنانير، وتستغرق عملية الشواء عادة من 15 دقيقة إلى 30 دقيقة حسب نوعية السمك. إذ إن الهامور يستغرق وقتا أطول".

وأوضحت سيدة أخرى رفضت الإفصاح عن اسمها أن من زبائن المحل هم المسافرون وخصوصا من منطقة عسير، مشيرة إلى أن كيلو سمك الشعور بـ 40 ريالا، أما الهامور فهو بـ 50 ريالا، ويضاف مبلغ 30 ريالا للشواء للوجبة الواحدة.

ويرى المواطن سعيد بن صالح القحطاني أهمية تنمية هذه المناطق الشعبية سياحيا، مشيرا إلى أن الخبرة بكيفية الحصول على المعدات والخامات المطلوبة، يجب أن تتوفر لدى هؤلاء النسوة.

ودعا جهاز السياحة والآثار في عسير إلى تطوير هذه الأسواق الشعبية العشوائية التي يمكن أن تعد رافداً مهما من روافد السياحة ودعما للأسر المنتجة.