قد نعذر الغوغاء من الإخوة المصريين الذين لا يفهمون معنى مفردات مثل (سفارة، ثورة، حقوق، كرامة...)، لكننا أبدا لن نعذر كتاب الصحف والمتثيقفين المغفلين وبعض السياسيين الحمقى الذين لا يعرفون حتى معنى مفردة عظيمة مثل "مصر".

لكل واحد الحق في الحفاظ على كرامته كما يشاء، لكن عليه أن "ينقلع" إذا أراد أن يمس كرامتنا. منظر المصريين الذين تهجموا على سفارتنا كان منظرا في غاية القبح والقرف، ينطق بالجهل الذي ما زال يغط فيه زمرة الجهلاء ممن لا يعلمون أن مصر ترفضهم وترفض تصرفهم الغريب عنها.

يؤلمنا استدعاء سفيرنا، لكنها خطوة ضرورية ليتعلم الفوضويون معنى الكرامة، كرامة السعودية وكرامة مصر. وإذا كان فاتهم أن يعرفوا كرامة مصر فإن خطوة إغلاق السفارة ستعلمهم معنى كرامة بلدهم ومواطنيهم. قبل أكثر من عام، كتبت هنا "كيف لا تشغلنا المحروسة وهي الحاضرة في عقولنا بعلمها وأعلامها، ومزهرة في وجداننا بأشعارها وألحانها، نغضب فتمنحنا عباراتنا، نحب فتهب لنا كلماتنا، وحين نسند ظهورنا إلى التاريخ فمصر هي الجدار والأرائك". وما زال رأينا في مصر هو هو لم يتغير، لكن ما حدث لسفارتنا هناك أوجعنا، فالسفارة هي كل مواطن سعودي وعليها يرف علمنا، كيف هان عليهم أن يفعلوا ذلك؟ وكيف سمح لهم الأمن هناك أن يفعلوا ما فعلوا؟ إن إغلاق السفارة سيساعد من يحتاج مساعدة من المصريين على تهذيب فهمه للثورة والكرامة. فقد رأيت بعضهم لا يريد أن يفهم حتى بعد توضيحات سفيرهم وقنصلهم، بل نعتوهما بأنهما من الفلول المرتشين! إغلاق السفارة يزعجنا عاطفيا بشكل عميق لكنه ضرورة لمساعدتهم في ضبط أمورهم واتجاههم، والرجوع للواقع. سيعود السفير، فالتاريخ والجغرافيا يفرضان تعاملا وثيقا بيننا ولكن باحترام لكلينا. أما أحمد الجيزاوي فيجب أن يعامل ذات المعاملة التي تتم مع أي واحد فعل مثله دون زيادة أو نقصان وأن تتم محاكمته عادلة، ويأخذ جزاءه كاملا غير منقوص.