اتهم وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه نظام دمشق بأنه ضالع في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قائلا: إن طريقة قمع النظام السوري للتظاهرات الشعبية غير مقبولة.

وأضاف جوبيه بعد محادثات أمنية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو أمس "فيما يتعلق بسورية تقييمانا للأسف لا يتطابقان".




أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي "سيزور سورية السبت المقبل". وقال ابن حلي للصحفيين أمس إنه "جرى اتصال هاتفي بين العربي ووزير خارجية سورية وليد المعلم، كما استقبل الأمين العام اليوم أيضا السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية، وتقرر أن تجري زيارة الأمين العام إلى سورية السبت المقبل". وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية كلف العربي نهاية الشهر الماضي بزيارة دمشق لكي يعرض على الرئيس بشار الأسد مبادرة عربية لتسوية الأزمة في سورية، وقالت مصادر إعلامية: إنها بمثابة "إعلان مبادئ" يؤكد التزام السلطات السورية بالانتقال إلى نظام حكم تعددي والتعجيل بالإصلاحات.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سورية في بيان أصدرته إنها "ترى في المبادرة العربية أساسا طيبا يمكن البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة الشعبية بالعنف". وأكدت اللجان انفتاحها على المبادرة "إذا توفرت ضمانات عربية ودولية كافية لتنفيذها" معربة عن تحفظها حول "إجراء انتخابات رئاسية متعددة المرشحين في عام 2014". وأكد الناشطون "أن الشعب السوري الذي دفع آلاف الضحايا والمعذبين لن يقبل بمعالجات شكلية، تبقي بشار الأسد وأجهزة المخابرات وفرق الموت تتحكم بحياته". وأضافت اللجان في بيانها أن الشعب السوري "يدعو الجامعة العربية، والشعوب العربية، إلى أن تقف إلى جانبه في كفاحه العادل، والتوقف عن إعطاء هذا النظام القاتل الفرصة تلو الأخرى".

وفي القاهرة أطلق عدد من أعضاء الجالية السورية الذين يعارضون نظام الأسد "أسبوع نصرة الشعب السوري". وذكر المعارض محمد مأمون الحمصي أن "فعاليات الأسبوع تشهد تنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارات الدول الكبرى بالقاهرة وعقد لقاءات مع ممثلي قوى وأحزاب سياسية مصرية وعقد ندوات للتعريف بممارسات النظام السوري القمعية ضد شعبه". واعتبر أن "المبادرة العربية لحل الأزمة الراهنة في سورية ماتت في مهدها بسبب تعنت نظام الرئيس بشار الأسد واعتماده الأسلوب الأمني والعسكري لوأد الثورة في البلاد". وحول وفاة مفتي حلب الشيخ إبراهيم سلقيني واتهامات المعارضة السورية للنظام السوري بالتسبب في وفاته، قال الحمصي "إن الشيخ سلقيني رجل مسن، وأعلن في خطبته الأخيرة رفضه للقتل والتعذيب الذي يمارسه النظام ضد شعبه، ودعا الشعب السوري للانضمام إلى الثورة ودعمها وهو ما تسبب في حالة من الجنون للقائمين على السلطة في سورية". وأشار الحمصي إلى أنه بعد انتهاء الخطبة توجهت مجموعة من أفراد الأمن إلى منزل الشيخ وروعوه وأهانوه بطريقة لم يقدر على تحملها، حيث سقط مغشيا عليه، وجرى نقله إلى المستشفى ليفارق الحياة".

من جهته اتهم وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس في موسكو النظام السوري بأنه ضالع في ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". وأضاف في رد على نظيره الروسي سيرجي لافروف الذي ترفض بلاده حتى الآن الانضمام إلى إدانة مجلس الأمن الدولي "أن طريقة قمع النظام السوري للتظاهرات الشعبية غير مقبولة". وأعرب وزير الخارجية الفرنسي عن رغبته في موافقة روسيا على دعم إدانة للنظام السوري في مجلس الأمن، الأمر الذي تعرقله موسكو منذ أشهر.

وعلى صعيد العمليات العسكرية ضد المحتجين، أفاد ناشط حقوقي بأن 34 شخصاً قتلوا وجرح آخرون إثر إصابتهم بالرصاص أثناء عمليات أمنية في مدينة حمص وبلدة النعيمة التابعة لريف درعا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "قوات الأمن قامت بإطلاق الرصاص خلال عملية أمنية شنتها في مدينة حمص مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وجرح عشرين آخرين". وأضاف المرصد أن "رجال الأمن استخدموا الرشاشات الثقيلة في محيط جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية"، لافتا إلى أن "الاتصالات الأرضية قطعت عن أحياء مدينة حمص كافة وسط استمرار إطلاق الرصاص الكثيف منذ ليل أمس في بعض أحياء المدينة".